(نثر)
بقلم:ماهر اللطيف
تبعثرت أوراق عقلي المحدود،
أتلفت وثائق فكري المهدود،
توقفت ذاكرتي عن بذل أي مجهود،
احمر وجهي وفاضت أنهار الخدود،
تخثرت الدماء، فبات كل عرق جد مسدود،
تراجع الهواء عن العمل في هذا الظرف الموجود
وكذلك الماء الذي رفض تزويد الجسد بالمنشود....
تهاويت وانتهيت بسرعة واعتقدت أنه اليوم الموعود
وشرعت في تذكر تفاصيل ومجريات اليوم المشهود
وصحيفتي التي لن تنسى شيئا كما قال ربي المعبود
وحسابي الذي لن يكون يسيرا مادامت أصابعنا من الشهود
وكل أطرافنا تقر بما فعلت وقالت في اليوم المعدود،
فكيف سأتصرف، وماذا سأقول، وأنا أترقب جزائي المنشود
والتمتع بالمغفرة والرحمة وغيرها من الوعود.... ؟
وفجأة، صرخ قلبي صرخة زلزلت الجسد الممدود
وحركت فيه ما مات وارتخي وأرجعته إلى الوجود
ومحت علامات الاستسلام والخنوع، وأبدلته بالسجود
والحمد والشكر لله، والصلاة في كل قيام وقعود
والصلاة والسلام على رسول الله شفيعنا في اليوم المقصود،
وأزهر جسدي بعد أن ذبل وتمايل وتخلي عن الصمود وتساقطت أوراقه وجف فيه كل غصن وعود...
هتف باسمك فاقشعر الجسد وقال كل مكون له "أنا موجود،
أنا في الخدمة أيها المعشوق الجميل، عبد اللطيف والودود،
النظيف، المتخلق، المتواضع، ذو القوام المشدود،
والشعر الكثيف الأسود الحريري، أحمر الخدود،
صاحب الكلمة الطيبة طِيب وفوح الورود
والبسمة المستمرة، الذي يخشى رب الوجود،
أنا رهن إشارتك يا قلب فافتح كل باب مسدود".....
ودارت عجلة جسدي من جديد وحُرم الدود
من لقمة كانت ستشبع نهمهم بعد ساعات تحت اللحود،
إذ نبض قلبي مجددا ونطق باسم مفتاح الحياة المفقود
وسر وجودي هنا بعد ذكر الله وعبادته دون شروط أو قيود،
فثارت الأعضاء وهاجت وماجت في مشهد مشهود
وأبدلت الموت بالحياة والخنوع بالتحدي والنزول بالصعود
بعد أن تذكرت الاتفاقيات والمخططات والوعود و العهود،
فبذلت قصاري جهدها وكثفت من العمل والمجهود،
وأخلصت، وصدقت، ووفت أمام وخلف فيالق الوفود
التي أتت للتعزية ومشاركة الأهل الحزن على المفقود
وغيرها من التعابير والأحاسيس والمشاعر والردود،
فوجدتني شامخا، راقصا، مترنحا ترنح مياه السدود،
متغنيا باسم وصفات الله الذي أرجع لي دماء الخدود
وحبي الذي أنقذني من فناء مؤكد بفضل ما قدمه من جهود
وصدق في المشاعر والأفعال أحيت الأمل المنشود
وحفّزت الذاكرة للعمل ومواكبة ثورة الجسد المهدود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق