الجمعة، 9 أغسطس 2024

ما زلتُ أتنفس بقلم جمال مصطفى

ما زلتُ أتنفس

أتذكرُ إني ولدتُ في عاصفةٍ رعديةٍ
ثمَ كبرتُ بينَ عشيةٍ و ضحاها
لعبتُ بمفردي تعبتُ لوحدي
مامن أحدٍ كانَ بجواري
أردتُ كلَّ شيءٍ لم يكن لي ولم يكن لديَّ
مثلَ الحب الذي يأتي مع الضوء
الجميع كانوا يحسدوني
لكني نجوتُ 
في غفلةٍ منَ الوقتِ إقتحمتِ خلوتي
أعطيتني تذكرةٍ للذهابِ فقط
إلى مكانٍ تذهبُ إليهِ كلَّ الشياطين
خلفَ تلةٍ لا يجتمعُ فيها إلا الخبثاء 
حيثُ لا تهبُ فيها ريحٍ
 و لا يمكنُ لأيَّ شيءٍ في أرضها أن ينمو 
كانت مجردَ اكاذيبٍ لكني تعلمتُ كيفيةَ البكاءَ على وسادتي
معَ ذالكَ تمكنتُ من النجاةِ
مازلتُ أتنفسُ ، مازلتُ أتنفسُ
أنا على قيدِ الحياةِ
لقد وجدتُ العزاءَ في ذاتي 
في أغربِ مكانٍ تشتتَ ذهني 
و تغيرت معتقداتي 
رأيتُ حياتي تكادُ تنتهي في وجهٍ غريبٍ 
كلُّ الوجوهِ كانت من سلالةِ إبليسٍ 
أخذتْ مني كلُّ شيءٍ ، ولا زلتُ أتنفس
إرتكبتُ الكثيرَ من الأخطاءِ كانت بعفويةٍ مني 
لأني وثقتُ بقومٍ من الشياطين 
يستمتعونَ بنزيفي 
و يسرهم شربُ دمي 
يتراقصونَ لهلاكي 
أعطيتها كلُّ شيءٍ 
أخذت مني كلَّ أشياءِ 
كانت تتجاهلُ ألمي 
كانت تعلمُ كم أتألم
كنتُ أعرفُ ماكانت تريدُ 
جعلتها تحصلُ عليهِ 
فعلتُ كلَّ الأشياءِ التي قلتُ بأنني لن أفعلها 
أخبرتها بأنني لن أنسى أبداً 
و لا يمكن أن أنسى 
دائماً الخيرُ غالبٌ في النهايةِ 
والشرُ إلى زوالٍ 
رغمَ كلَّ معاناتي 
مازلتُ أتنفسُ ، مازلتُ أتنفسُ 
أخذت كلَّ شيءٍ 
لكنني مازلتُ اتنفسُ
أنا على قيدِ الحياةِ
الشاعر الدكتور جمال مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...