الجمعة، 16 أغسطس 2024

الغِرّيدُ بقلم محمد جعيجع

الغِرّيدُ : 
............................   
جمالٌ قد سما في الجوِّ طَيرًا ... بريشِهِ يَأخُذُ الأبصارَ غَمرا 
وَ يَأسِرُ كلَّ شِبرٍ في فؤادي ... وَيخطِفُ صَوتُهُ الأسماعَ قَهرا 
هَوى قَلبي حَديقَةَ طائِرٍ مِن ... بَني الأَطيارِ غِرّيدًا وَ نَضرا 
يُغَرِّدُ في القُلوبِ بكُلِّ لَحنٍ ... فَيُطرِبُها غِناءً راقَ فَجرا 
يُغَرِّدُ كُلَّ حينٍ خَيرَ شَدوٍ ... يُغَرِّدُ في الهَوى ظُهرًا وَ عَصرا 
يَنامُ اللَّيلَ نَومَ تَأَمُّلٍ في ... نَهارِهِ سائِحًا عَصرًا وَ ظُهرا 
نهارًا وَجهُهُ شَمسٌ شُروقٌ ... وَ لَيلًا يَملَأُ الأَجواءَ بَدرا 
كَساهُ اللهُ ريشًا ناعِمًا يَح ... مِلُ الأَلوانَ إِعزازًا وَ فَخرا 
جَميلُ الوَجهِ وَ الأَنظارُ تَرتا ... حُ مِن نَظَرٍ إِلَيهِ وَ زادَ وَقرا 
جَميلُ الصَّوتِ يَسقيني رُضابًا ... وَ أَفئِدَتي بِشُربِ الحُبِّ سَكرى 
كَحيلُ العَينِ، حَدقٌ دونَ كُحلٍ ... وَ لَحظٌ واسِعٌ قَد زادَ سِحرا 
فَصيحٌ إِن تَكَلَّمَ مِن لِسانٍ ... وَ أَبسَمَ بِالجَمالِ فَمًا وَ ثَغرا 
يُخَضِّبُ وَجنَتَيهِ بِلا خِضابٍ ... وَ مِن خَجَلٍ رَوى يُمنى وَ يُسرى 
لَقَد مَلَأَ الحَدائِقَ مُهجَتي بال ... هَوى إذ زادَني بِالعِشقِ عُمرا 
وَمَسكَنُهُ حَوى قَشًّا وَ ريشًا ... عَلى شَجَرِ الهَوى بَيتًا وَ قَصرا 
يُرَفرِفُ دائِمًا في أَضلُعي فَات ... تَخَذتُ جَناحَهُ نَبضًا وَ صَدرا 
يُراوِدُني سَماعُ الشَّدوِ دَومًا ... أُرَدِّدُ ذِكرَهُ جَهرًا وَ سِرّا 
يُعاوِدُني طَنينُ الصَّوتِ دَومًا ... فَأَسقيهِ الهَوى سِرًّا وَ جَهرا  
كَلامُ الوُدِّ في أُذنٍ لِحِبٍّ ... كَمَن غَرَسَ الهَوى وَردًا وَ زَهرا 
حَريصٌ في الهَوى حِبًّا وَ حُبًّا ... وَ يَحسِبُ شاهِقًا بِالعَدِّ زَفرا  
 تَراهُ يُسابِقُ الأزهارَ حُسنًا ... وَ أَلوانًا وَ أَنواعًا وَ عِطرا 
غَنِيُّ النَّفسِ فَوقَ الغُصنِ يَعلو ... كَأَنَّهُ مالِكٌ لِقُصورِ كِسرى 
............................ 
محمد جعيجع من الجزائر - 2024/08/14

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مَنْ زعلك مَنْ بقلم العلاء الرشاحي عدنان عبد الغني أحمد

.........مَنْ زعلك مَنْ....!؟                       ...................  ـ من زعلك ياحبيبي   وأنت لحياتي عمود .. ـ من زعلك ياحياتي   هم ...