الجمعة، 16 أغسطس 2024

قيظ المشاعر بقلم حفيظة مهني

قيظ المشاعر
بقلم د. حفيظة مهني 
_______________

بلثغة نبض يجادلني فيه الحنين ... يتثاءب الشوق على وسائد مهترئة بطعم النياح....
 ذاك الرفيف كان بالأمس كالحبق تطوف أنسامه بحواشي الفؤاد و أنفاسه تبهج ربا العمر بارتياح...
نضج رغيف الحب بمواقد الهوى و صمت الخفق عن سؤله ... كطفل جائع بات باكياً مد كفه للخبز و غلبه النعاس .. 
لظني برد المشاعر في حين تلفحنى نيران الكبرياء ...أتقلب على مهد مبطن بالاصطبار  
في كل ليلة ... تعاندني أطيافه و تفك أزرار الغياب ... تتأهب الروح مرة أخرى لهبات شوق عنيدة تكسر الوجدان .. أفرد شراع الهدب لدمع غزير ...ينمو وجع بيني دفين ... و بلون رمادي أخط جمل التوادع ببحة سائل يلاغي الرجوع ... إنها خطاي المثقلة تأبى الرحيل ...أخلع نعل المضي وبكل ضعف أمضي إليه .. أرتمي بملالة بين قصائد العشق الفتي أتظلل بمعانيه و أرتوي من قوافيه... 
إنه جنتي .... و خضار قلبي ... و راح الروح و ريحانها... حين يلدغني وجع الترك أضمده بالذكريات ..يغلبني شوقي الثائر و أطفو كدمعة على وجنتي الكتاب.... أتنهد بغصة شائب خذلته عصاه ... تنطفئ ألسن العشق و أنثر رمادي بعد مخاض ليلي الطويل .... و أماني المؤجلة ... 
لقد تملكني ... إنه جزئي الضائع مني كدت أتخلى عني للوصول إليه ... يطوقني كحمامة تعاقر الاغتراب عن ذراعيه ... حاضر بي كله رغم الغياب .... يقتات من أوقاتي أعذبها .... يطابق شهقات الأنفاس... 
اليوم قررت الرحيل عنه ...فجمعت فتات العشق المردوم بقعر الفؤاد كومتة بصرة النسيان .. رحلت و تركت خلفي أنا و قطعة من كبدي هناك 
نعم ... رتبت قلبي و جليت بعضاً من مشاعري تجاهه .. برفوفي كانت بقايا من ملامحه و ضحكاته الحنونة و شيئاً من همساته العذبة و الكثير من العشق المتناثر غباره بزواياي..... توسدت أحلامي ليخفت ضجيج الحنين بعدما نقشت على جدران الخفق المهترئة اعترافات ثملة توثبت سؤدد الوجد و طاب لها البقاء و المبيت على ريش النعام .... 
هكذا أضحيت بلا مأوى شريدة هي مشاعري ثكلى .... مكتوية بالهجر و النوى 
 تخضني ذكريات الرفقة و اللحظات الملأى بالشغف و الجنون و الأنس ... كل ليلة أحاول الهروب و الاختلاء بعواطفي أجدني مطوية بصدره ... أحاور الغد معه....   
أرتمي على كتف الاعتراف وأفض أسراراً شابها الوله .. 
و كلما تدفق الشوق و بللني الحنين ترجني  
أوراق الخريف ... 
 سأرقب ربيعا آخر علني على أبوابه ألاقيه....

_____________________________
15/08/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...