_عبد خلف حمادة
__________________
حل المساء ليس ثَمَّ عويلُ
لدى الثكالى لا دموعَ تسيلُ
صحيحُ أنَّ الخطب جِدُّ مروعٍ
إن قِيْس في مكر الزمان قليلُ
تعيا البواكي من نياحة يومها
إنَّ المنام تقهقرٌ تعطيلُ
الحزن يَصغُر دائماً بتقادمٍ
سُلِيَ النبيُ وذاك أمرُ جليلُ
كم من حوادث في الزمان جسيمة
طُويت مع النسيان ذا التعليل
حرب البسوس..سجالها...أهوالها
كم عمَّ فيها القتلُ ثم الويلُ
عَفَت عليها في الزمان مسائلٌ
هيهات يُذكرُ سامرٌ ودليلُ
فمن لمثلي إن تخطفني الردى
فللمنايا جولةٌ وصهيلُ
أتراهُ ماذا يدومُ تذكري
عامٌ أقلْ وأكثرٌ مالقيلُ
أيأسفُ اليوم الصحاب لمصرعي
أم ذاكَ شيءٌ هينٌ وقليلُ
هل يُفزعُ الأولاد ما لقي الأبُ
و يُصاحُ من فرط النوى يا هولُ
أم أنهُ سيان فقدي بينهم
بل راحةٌ حريةٌ وحلولُ
لكل أمرٍ عارضٍ في دربهم
وثروةٌ مأمولةٌ وسبيلُ
وكذا رفيقةُ رحلتي هل شأنها
شأنُ الجميع بلادةٌ تسهيلُ
أدراجُ ريحٍ قد تلاشت عشرةٌ
حلوٌ و مرٌّ سيءٌ وجميلُ
الحتف أمرٌ لا غرابة حولهُ
قرآن والتوراة والإنجيلُ
لكن نسيان الفتى في رهطهِ
موتانُ يا خلانُ خاب القولُ
تَرْكُ المآثر عيشةٌ فيها البقا
هذا هو الأنعام ذاك الطولُ
كتبتُ شعراً تحتويهِ صحائفٌ
فيه البلاغة والحجا بفصولُ
لكن عسر النشر أعيا حكمتي
لا جاه عندي واضحٌ لا مالُ
أخافُ زحفَ الدهر نحو قصائدي
تغزو العوادي أو غلام جهولُ
و طيُّ كتمانٍ تظل حبيسةً
هذي لعمركَ ميتةٌ ستطولُ
فينمحي فيها الأديب وذكرهُ
ويستوي الشخص الردي وفحولُ
عِلَّاتُ تترى في المواضع كلها
يأكلن جسمي مالهنَّ مثيلُ
لكنَّ ربي مرتجىً في كبحها
الداءُ منهُ والدوا وقبيلُ
ونرى دواويناً لنا منشورةً
فيهنَ.شِعرٌ منتقى و شمولُ
وبذا ثنانا باقياً متخلداً
ما همنا موتٌ ولا ترحيلُ
________$_________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق