يا شاكيا في العشق جرحا لا يَنْدَمِلْ
صبرا جميلا فالله أدرى بما فعلْ
خلق القلوبَ للحبِّ أطيب منزلٍ
فطُوبى لمَن بقلب المُحبِّ نزلْ
مَنْ صان حبيبا بارك الله سعيه
وصيّة سيّد الخلق أفضل مَن سألْ
لا تَحسبنَّ العشق داءً قاتلا
أعظم الموتى مَن بداء العشق قُتِلْ
إنّ الحبيبَ و إن تَوَارَتْ مضاربه
لروحكَ بلسمٌ و في الدَّيْجُورِ لكَ ظِلْ
يُهديكَ عزما ما كنتَ يوما تَطَالُهُ
كالمُغِيرَاتِ أينما شَدَدْتَ الرّحال تَحُلْ
لعيون عبلة تُبادُ القبائل و تَمَّحِي
قد أَزْبَدَ عنترة فَمُصَابُكم اليوم جَلَلْ
أنا يا خليلي في الهوى بِفُلْكها سابحٌ
مُسَجَّى اللّحظِ سليب اللُّبِّ و لا أزلْ
مِن عهد عهدي أرسم على الجدران حسنها
أكتبه نثرا و شعرا بالتفعيلة و العللْ
عِللٌ لا شفاء لي منها و لا ارتجيتُه أبدا
فعلى مبْسَمِها تفترّ سعادتي و يشرق الأملْ
لها مِن جمال المُحيّا ما لمْ تَطُلْ أنثى ولا حلمتْ
مَحْضُ الأُنوثة منها الحَلاَ كالغيث هَطلْ
لِيُحْيي هشيم قلبٍ أتَتْ عليه العجاف ولمْ تذرْ
أوقدتْ نارَ المَشيبِ و بعده للعلياء ما وصلْ
فمَن نال العلياء صار العزيز فخر قومه
ترنو له القلوب حبّا تميل إليه ولا تملْ
إن عشتُ عمرا فإنّني طوعا لها واهبُه
و إن ظلّ لي يوم به أفتديها و أرتحِلْ
و أُوصيكم إن متُّ لها جنبات قبري افسحوا
علّها تحنُّ لِحُضني متى وافاها الأجلْ
حتّى عظامي من حنيني ترجو ضمّ عظامها
و أشتهيها ربّي في جنّات الخلد للأزلْ
يا شاكيا في العشق جرحا طال ليله
أجرحُ الهوى أهونُ أمْ جرحُ صديقٍ و خِلْ
فلا تخشينَّ في الحبّ لومة لائمٍ
لا يَسلمُ العشّاقُ عُمْيَ القلوبِ و مَن عَذَلْ
بقلمي حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق