السبت، 24 أغسطس 2024

أحياناً أتحاشى حمل القلم بقلم حورية قاسمي بنعمرو

"قلمي"

أحياناً أتحاشى حمل القلم.. لأن ماأريد أن أكتبه أكبر مني ومن ما أود البوح به.. أجد نفسي تائهة بلا وجهة ،عاجزة عن الكلام...متعبة بحجم السماء...بعينين ناعستين وكأنني فقدت الشغف والقدرة على التعبير...كل هذا لأن ماأريد قوله يتعبني ..هي مشاعر مبعثرة...كلمات هاربة...شاهقة بعلو أمواج البحر العاتية..
أرى قلمي يدنو مني دنو الأم من صغيرها...أحمله وأنظر إليه...يشفق علي..يواسيني..يصفق لي مشجعا... علني أخرج ما يدور في خَلدي...يجدُني عاجزة عن الكتابة..رغم هواجسي المتأججة ..رغم شظايا البوح المتناثرة في دواخلي..
قلمي يعلم أنني مدججة بشتى أنواع الكلام...يقف منتظراً الإشارة ليكتُب ما أُمليه عليه...كم هو حنون و مطيع!!
يطول به الانتظار...فيستفزني لأكتب...يناديني لأنه يعلم أنني أود تركه والانسحاب ،يعلم انني أتحاشاه...لكنه يرفض المغادرة...يبقى بجانبي رغم قسوتي عليه...يواسيني لانه يعلم حبي للكتابة...هو أفضل صديق لي في عُزلتي يشعر بي ويترجم أحاسيسي بطريقة عفوية وعجيبة... إنه قلمي.

حورية قاسمي بنعمرو
 وجدة المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...