الجمعة، 23 أغسطس 2024

منتظرك بقلم أسامة صبحي ناشي

(((( منتظرك ))))*

صافحني وحمل حقيبتة وإنطلق ....
وكأنة سلب الرشد مني وفؤادي سرق ...
هذا من كان يمد العون لي .....
حين الصعود وحين الهبوط وحين الغرق ....
ذهب ولم يترك لي موعد للقاء ....
وعلي غير عادتة لم يعود ....
ولم يذكر قلب عليه ذاب وإحترق ....
كم سخرت من موجوع لبعد خلة ....
لكنني كذبت وهو في الوصف صدق ....
تمسكت بأصابعة الأنامل من الوجد ...
ونسي اللسان كلمات كم تحدث بها ونطق ...
جمدت أرصدتي لدي كل حبيب .....
فصرت أنت للقلب من أحب وعشق .....
وكيف لحياة في بعدة أن تكون .....
وقد حاز كل الآمال وبها إلتسق .....
سأنتظرك مستحضرا كل ما فات ....
متذكرا ماتقدم من حروفك وما سبق ....

لا تمر الساعات في بعده ولا الأيام .....
وتحتل الذكريات ما تبقي من العقل .....
وكأنني في حالة لا حرب ولا سلام ....
تنطق الملامح بكل اللغات .....
أما اللسان فلا يقوي علي الكلام ....
أباك يا بني في حاجة لإعادة إعمار ....
فبعدك جعلة حطام وأطلال وركام ....
إشتاقت عيون أب بريء لإبنة .....
وما كان من ذنب له إلا الهوي .....
وقد أصدرت الأيام بحقة عريضة إتهام ....

مازلت أري ملامحك وبيننا بلاد .....
وإن إنقطع الأمل في كل شيء .....
فأباك لا يقصد إلا رب العباد .....
وأعلم أن الله يراني .....
وقبل أن أقول هزمني الشوق ....
سأجد من تمنيت قد عاد .....
فحتي تعود يا بني .....
علي الصبر وفيه الإتقان والإجتهاد ....
ولتلزم يا فؤادي الحدود .....
ولتتحلي في حق عجوز ....
الرفق واللين والعدالة والحياد ....

لم أجرب فيك يا بني بعد ولافراق ....
فمع أخر نظرة قبل الوداع .....
توقف التوقيت وخرج أباك من السباق ....
ذقت يا بني فيك جوانب وشوؤن .....
لكنني لا أتحمل طعن اللهفة والإشتياق ....
قربك يا بني جنة ونعيم ....
وبعدك لا يحتمل ولا يطاق .....

سأنتظرك يا صاحبي ....
رغم كل ما بيننا من حدود ....
سأنتظرك ولن أمل .....
حتي ترجع حتي تعود ....
سأنتظرك متلهف للقاء ....
كي أضع بين يديك ....
ما أبرمت لك من وعود ....
سأنتظرك مقدم لك الشارة ....
كي يعلم الجميع ....
من الأجدر أن يقود ....
سأنتظرك وما لدي من بديل ....
فالأمل عليك ثابت ومعقود ....
فبينك وبين أبيك مواثيق ....
وإتفاقات ومعاهدات وعقود ....
ولغة خاصة ومفرداتها ثمينة ....
ومساحات من مكاسب وربح ....
لكن الربح لا يحسب بأموال ونقود ....

أسامة صبحي ناشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...