بقلمي ✍️
تساءل الجمعُ
تُرَى كيف يُثْقَبُ الصَّخْرُ
و كيف لا يُسْفَحُ الدَّمْعُ
كيف لا تَحْتَرِقُ الرجال تحت الجمر
أيعقل أن يتواصل القمعُ
يقتلنا في باطن الداموس طول الدهر
يذوب العامل فيه مثل الشَّمْع
شبابا يافعا غضا بعمر الزَّهْر
و يُؤخَذُون مُرغمًون ليعملون
لا ترفعُون رؤوسهم
لا تسمع إلا صرير فؤوسهم
إلا الصمت و الطاعةِ صاغرًا للسَّمْع
يقضِّون خَمسُونيةً من عمرهم في الحفر
تحت الجبال كالفئران
في ظلمة الداموس تثقب الجدران
يلتهم الغدَّار آباءنا الأبطال
أصحاب المعاول و السواعد السُّمْرْ
و يترك الأيتام
تحت براثن الجوع و الفقرْ
لينعم المستعمر بحياته في القصرْ
و يسرق الخيرات و المليارات
و تبقى بلادنا رهينة
تعاني الفقر و التهميش هذه المسكينة
و ها قد كبر الأيتامْ
على مر الأيامْ
يريدون العيش في أمانْ
و طيب العيش في المناجِمْ
ألا يشبع الداموس
أن بلادنا قد بنيت على الجماجِمْ
رفات آباءنا الكرامْ
مطروحة منسية تحت الركامْ
أما آن الأوان أن ينصفنا الزمانْ
و تحفظ كرامتنا
و ننعم بالنور بعد طول الظلامْ
و ينعم شبابنا بالرفاهِيَّة
و يحيا حياة العز و الحرِيَّة
و يضمن المستقبل و عيشة هنِيَّة
و يسكن بلاد راقية بهِيَّة
محمد آبو ياسين / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق