الأُمُّ الثَّكْلَى
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يا قَلْبَ أُمٍّ، بِفَقْدِ الوَلْدِ قَدْ نُكِبَا ... وَ الدَّمْعُ بِالخَدِّ، كَالنَّهْرَيْنِ اِنْسَكَبَا
يُقَلِّبُ الطَّرْفَ، لَا تَغْفُو جَوَانِبُهُ ... كَأَنَّ طَرْفَ الكَرَى عَنْهَا، هُوَ انْسَحَبَا
تُسَائِلُ اللَّيْلَ وَ الأَشْبَاحَ فِي أَلَمٍ ... عَنْ وَلْدِهَا، رُوحُهَا لِلْفَقْدِ اِنْكَتَبَا
لَئِنْ جَفَاهَا لِبَاسُ الصَّبْرِ مُنْتَزَعًا ... فَالصَّبْرُ عَنْ قَلْبِهَا المَنْكُوبِ اِغْتَرَبَا
أَحْلَامُهَا البِيضُ بَاتَتْ وَهْمَ غَائِلَةٍ ... لَقَدْ تَحَمَّلَتِ البَلْوَى وَ مَا كُتِبَا
يَا رَبُّ، هَبْهَا مِنَ التَّقْوَى فَرَائِضَهَا ... قَدْ صَارَ وَقْعُ الأَذَى، فِي رُوحِهَا خُطُبَا
فَجُودُكَ العَذْبُ يَمْحُو الحُزْنَ فِي عَجَلٍ ... إِذْ بِالحَنَانِ يُرِيحُ القَلْبَ مُقْتَرِبَا
فَكُنْ لَهَا عَوْنَهَا يَا خَالِقَ الأَمَلِ ... حَتَّى تَعُودَ إِلَى الدُّنْيَا، مَدًى رَحِبَا
وَ مَا لَهَا غَيْرُ عَوْنٍ مِنْكَ يَعْضُدُهَا ... فَحُزنُهَا بَعْدَ طُولِ الحُزْنِ قَدْ غَلَبَا
وَ بِالصَّلَاةِ، وَ ذِكْرِ اللهِ، مُتَّسَعٌ ... مِنَ العَزَاءِ، وَ مَا مِنْ رُوحِهِ رَغِبَا
المانيا في ٢٦ آب ٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق