البحر الذي إنتظر المطر / بعظمة أطرفه المترامية وأمواجه المتتالية يعتز بنفسه ويستقبل ضيوفه بمنازلهم الجارية على صفحة أمواجه بسماحة نفس ولين جانب ولا يبوح بسر أحد داعيا الرياح ألا تسوء أخلاقها حتي لا يصاب ضيوفه بالفزع وتلحق بهم أيادي الأذى وهم في كنف منه ورغم ملوحة مياهه التي هي طبيعته والتي يعتز بها ويعشقها ألا إنه ينظر إلى السحاب ويناديه أن يفيض عليه بمآ يحمله من خير وليتلطف ولا يكن مزعجا لأحد وكأن لسان حاله يقول إنما خيرك مني وسيعود إليي وإذا بالسماء تزدحم أركانها من كثرة قزعاتها وإذا بالرياح تسوء أخلاقها وينتابها قسمات من قسوة الطبيعة فترطم أمواجه لتثيرها فيطالبها بميثاق الأمن لضيوفه فترفض أن تعطيه ميثاقا وتمارس هوايتها فتعصف بمن أمامها والبحر في حيرته يتحكم في أمواجه ينتظر المطر مناديا أن هلم إلينا وإذا بصوت الرعد في السماء وكأنه أسمع الصم وإذا بالمطر يؤكد شخصيته فتنهمر دموعه وتختلط بأمواج يمه مخمدة قسوة أعاصيره فكم من دموع أخمدت أعاصير وأسكتت أمواج غضب كادت أن تعصف بسفن الحياة في بحر الأسرار،،
كلمات وبقلم/ علاء فتحي همام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق