الخميس، 22 أغسطس 2024

غَنِيُّ النَّفسِ بقلم محمد جعيجع

غَنِيُّ النَّفسِ : 
............................ 
هَذِ الدُّنيا هَوَت وَرَقًا وَ حِبرا ... لِأَكتُبَ في الهَوى نَثرًا وَ شِعرا 
تَوارَ وَراءَ أَشجارٍ وَ أَورا ... قِها وَ اكتُب لَها شِعرًا وَ نَثرا 
وَ أَرسِل ما كَتَبتَهُ عَن هَواها ... بِأَجنِحَةِ الهَوا.. بِالمَوجِ بَحرا 
جَناحُ الطَّيرِ يَخلُقُ في المَسافا ... تِ طَيًّا إِذ يَصيرُ العُسرُ يُسرا 
جَناحُ الطَّيرِ إِحقاقٌ بِوَصلٍ ... لِوَصلٍ زادَهُ مَدحًا وَ شُكرا 
فَهِجرانُ الحَبيبِ لِقَلبِ حِبٍّ ... كَصاعِقَةٍ رَمَت نارًا وَ جَمرا 
وَلَيسَ غِيابُ حِبٍّ عَن حَبيبٍ ... كَهِجرانٍ سَقى حُزنًا وَ مُرّا 
إذا كانا مَعًا حِبٌّ وَ حُبٌّ ... بِعُشٍّ يَهدِرانِ الوَقتَ هَدرا  
تَراهُ يُسانِدُ الحَقَّ قِسطًا ... وَ لِمَظلومٍ اهتَدى عَونًا وَ نَصرا 
تَراهُ يُسانِدُ المُحتاجَ في حا ... جَةٍ تُقضى بِهِ طَوعًا وَ حَصرا 
تَراهُ يُسانِدُ الضُّعَفاءَ دَعمًا ... وَ عَونًا جاعِلًا بِالعُسرِ يُسرا 
تَراهُ يُجانِبُ الأَشرارَ صَحبًا ... وَ خَلطًا دافِعًا بِالحِلمِ مَكرا 
تَراهُ يُسابِقُ الأَطيارَ شَدوًا ... صَباحًا أَو مَساءً حازَ صُغرا 
تَراهُ يُسابِقُ الأسحابَ مُزنًا ... وَ قَطرًا ساقِيًا يَبَسًا وَ خَضرا 
تَراهُ يُسابِقُ التَّرباءَ فَتقًا ... وَ نَبتًا كاسِيًا حُلوًا وَ مُرّا 
تَراهُ يُسابِقُ الجيرانَ وُدًّا ... وَ كَسبًا رابِحًا وِرثًا وَ ذُخرا 
تَراهُ يُسابِقُ الأَقدامَ خَطوًا ... لِخَيرٍ فاتَهُم مِترًا وَ شِبرا 
 تَراهُ يُسابِقُ الأَبرارَ فِعلًا ... وَصُنعًا رامَ إِحسانًا وَ بِرّا 
تَراهُ يُسابِقُ الأَشرافَ شَأنًا ... وَ قَدرًا راسِخًا أَرضًا وَ دَهرا 
تَراهُ يُسابِقُ الأخيارَ صِدقًا ... وَنَفعًا زاهِقًا بِالخَيرِ شَرّا 
تَراهُ يُسابِقُ الأجوادَ جودًا ... وَ سَخوًا دافِعًا باليُسرِ عُسرا  
وَيَمشي بَينَنا مِن غَيرِ كِبرٍ ... وَئيدَ الخَطوِ زادَ الشَّأنَ قَدرا 
غَنِيُّ النَّفسِ في الأَجواءِ يَعلو ... كَأَنَّهُ مالِكٌ لِقُصورِ كِسرى 
............................ 
محمد جعيجع من الجزائر - 2024/08/14

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يا غفوة ليلة بقلم ابو خيري العبادي

بقلمي...... يا غفوة ليلة في رجفة الجسد ويا وحدتي عند السكون في مسكني جلست بقربي تكلمني كلمات قالت أتسمعني قلت بلا اني أسمعك قالت ستشفى من كل...