_عبد خلف حمادة
______
مدحي لئامَ القوم كان جريمةً
ما نالَ مَن مدحَ اللئام نوالا
هلَّا رأيتَ الجحشَ يَفْضُلُ موزةً
على الشعير ذاكَ جِدُّ مُحالا
يهوى الشعير حمارنا ويُجُلُّهُ
أما الشعور فليس ذاك مجالا
لا يفقهونَ معانيَ القول الذي
يأتي بهِ الشُّعْارُ بل جُهالا
كم ضاع معروفٌ على أبوابهم
دواب كانوا بل أضلُّ سبيلا
عقدوا مع الشُّحِ المطاع صداقةً
ما أحسنوا فعلاً ولا أقوالا
ما قالوا شكراً للمُجازى مرةً
شفاههمُ تأبى سوى القذى إنزالا
للبُخْرِ منها واللعابُ تطايرٌ
سيان مابثَّ الخلا السروالا
جمعوا شرور الكون تحت إهابهم
لم يتركوا للمفسدين مجالا
تَعِسَ القصيد إذا تقرر رميهُ
عند الكلاب وعاسفتهُ عجولا
أمؤملٌ أنت الرحيق من الغضا
دبور لا يعطي الملا أعسالا
ربي ابتلاهم بالنقود تمحصا
حتى يَمِيْزَ البرَّ والأنذالا
سخفٌ رجا الحاجاتِ من أهل الجفا
لا تسألنْ لحاجةٍ مختالا
ولقد خبرنا في اللئيم تجارباً
طبعُ التيوس تحاسدٌ و سجالا
لا يصنع المعروفَ حتى ناسياً
هل يجلبُ الماءَ النقيَ غربالا
خطأٌ مقالُ الناس اعملْ طيباً
في البحرِ ارمِ ذاك محض خيالا
تُلقي بذا المجرور فِعْلاً جيداً
هذا هو المقبوح أسوأُ حالا
قال الكِبَارُ مقالةً مأثورةً
صارت لمنْ عاشَ الحياةَ مثالا
كطعنةِ الخنزيز في جِلدٍ لهُ
لا لن تَبِينَ ولن تنوشَ قِتالا
فحالةُ الشخص الرديْ من حالهِ
ماهمهُ قدْحٌ ولا إذلالا
عَكْسْ الحياءِ طباعهُ مجبولةٌ
ما كان طبعٌ للدَّعِيِّ وخصالا
ياليت بُكْمٌ قد أصاب لساننا
لمَّا مدحتُ القرد بل إقفالا
أقحمتُ في طُهر القوافي جيفةً
تُقَيِيءُّ الكنَّاسُ والزبالا
وسَّخْتُ شعري بالوضيعِ وذكرهِ
و بنيتُ للصِّ القميْ تمثالا
إني لَأَسْحَبُ قولتي من أصلها
وَ أُحِلُّ شتماً لاذعاً ووبالا
وَأُبْدِلُ الكلمات حالاً ضدها
وَأَفُكُّ للقول الشنيع عِقالا
هُوَ تافهٌ وَمُخَنَثٌ و سَقيطةٌ
مقبوضُ كفٍّ جملةً تفصيلا
لا نسبةً بين الأناس و بينهِ
إلا الفضيلة غيرها لا قولا
دويبُ يرعى التبنَ دون غضاضةٍ
فالدلو يرفس أيضاً الزنبيلا
مَخَّاطُ مِبْوَالٌ تكاثرَ روثهُ
ملأَ الحظيرةَ ثمَّ بَرَّاً سالا
لهُ روافدُ من بهائمِ مثلهُ
متجمعاتُ صرنَ كالشلالا
______
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق