الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

المشاهير ووهم الشهرة«(3) بقلم علوي القاضي

«(3)»المشاهير ووهم الشهرة«(3)»
دراسة وتحليل : د/علوي القاضي.
... لاشك أن (الشهرة) بحد ذاتها شيء محبب للنفس البشرية (فطرة) ، وبالتالي تحول هوس الشهرة إلى مشهد ممل ، يتكرر أمامنا كل يوم في الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي حتى أفرز لنا جيلاً مهووساً بالظهور والأضواء والفلاشات حتى لو على حساب القيم والمبادئ الأخلاقية ، ومن هنا أستكمل معكم دراستي وتحليلي لهذا الموضوع للتعرف أكثر على هذا المرض وسبل العلاج منه ، إنّ الإصابة بأمراض حب الشهرة والظهور وتقليد المشاهير وإتباع فئة بعينها دون غيرها من شرائح المجتمعات ، خاصة لاعبي الكرة بين الشباب ، وكذلك الفنانات وعارضات الأزياء بين صفوف النساء ، هو من الأمراض الإجتماعية الخطيرة المؤثرة على إستقرار المجتمعات العربية ، وقد تحولت عيادات التجميل إلى خير دليل على هذا الأمر ، حيث بات التقليد أمراً ضرورياً للنساء ، ولا يُستغنى عنه في الحياة ليس فقط للمشهورات والفنانات منهن بل وشمل عامة النساء ، إنّ حب الشهرة يعتبر بحسب علماء النفس داءٌ يفتك بأصحابه قبل أن يفتك بغيرهم ، لكونه ينطلق من مبدأ حب وتقديس الذات (الأنا العليا) ، وتقديم كل ماقد يعتبره جيد بالنسبة له ، دون التفكير بشخص آخر أو متطلبات أخرى ، ماقد يؤدي إلى خسارة الكثير من الحياة من الناحيتين الإجتماعية والإقتصادية ، ولاشك أن كثرة مواقع التواصل الإجتماعي وسهولة إيصال أي فكرة يريدها الفرد بأسرع وقت ممكن زادت من هوس الشهرة ، ومن إمكانية الوقوع فيه في أي ظرف ، لاسيما وأن أي مقطع فيديو قد ينشر يمكن أن يتم التداول به بسرعة قياسية لأكبر عدد ممكن من الأشخاص ، ومشاركته مع عدد كبير من المتابعين ، مايفتح آفاق الشهرة على مصراعيها
... وبلغ الأمر عند المشاهير أن تمكنت منهم الغيرة على إستمرار شهرتهم حتى من أقرب الناس إليهم ، وتمكن منهم المرض بهوس الشهرة لدرجة التخلص من منافسيهم ، ومن الأمثلة الشهيرة في مجال الفن ومرض وهم الشهرة وسلبياته ، المطربة (أنغام) منعت أختها (غنوة) من الظهور في مجال الفن وأول ماقررت (غنوة) كسر حصار أنغام عليها سنين طويلة (ومنعت المنتجين والمخرجين والملحنين من التعامل معها) ، أول ماغنوة بدأت تغني وتمضي عقود تمثيل وغناء عملت حادثة غريبة بعربيتها ، وقيل أيامها بأن السبب (الفرامل) ، و (منة شلبي) اللي تقريبا حابسة مامتها ومنعاها تتكلم مع أحد ولاتظهر في الإعلام لغرض ما    
... فنانين كثير بيعانوا من مضاعفات وهم مرض الشهرة وأصبحوا سيكوباتيين (شيزوفرينيا) وأكبر دليل ، التناقض في سلوك (معتز مسعود) رغم أنه متصدر الدعوة ولكنه مصر علي الزواج من الشهيرات وبالذات الغير محجبات (وهذا يخالف دعوته) وكثير من المواقف والقصص التي تجعلنا نسيء الفهم به ، ولانثق فيه كداعية ، وأتعجب من كثير من المنشورات والتعليقات التي تتناول الأمر بشييء من الإستغراب أو السخرية أو النقد ، أحدهم يقول (كل شخص حر في حياته الشخصية) ، وٱخر يقول (هو ماعملش حاجة تخالف الشرع وربنا وحده أعلم بالنيات)
... وأحيانا يصبح مرض وهم الشهرة عضالا ويصعب علاجه ، ويتجلى ذلك في موقف (عمرو دياب) رغم أنه نجم كبير سنا وخبرة ، لكن أحيانا يغلب عليه سلوك وطريقة غير آدمية ، وظهر ذلك مع الشاب (صاحب الصورة السلفي) ، في الحقيقة رد فعله كان قوى وشاذ وغير منطقي ، وتناسى أن حب الناس نعمة كبيرة (وصفعة هذا الشاب على وجهه كانت مؤلمة له ولجمهوره ومحبيه) ولذلك تعاطف معه الجمهور وهذا قلل أسهم عمرو عند جمهوره 
... والمدعو (محمد رمضان) ‏، مابين صفعة عمرو دياب على وجه الشاب ، ‏وبين صفعة محمد رمضان ، على وجه شاب ٱخر أراد أيضا أن يلتقط معه سيلفى ، ومازاد غضب الجمهور والمحبين للفنانين ماحدث من تعدي ل (محمد فؤاد) على طبيب المستشفى ، ‏بجانب واقعة لاعب الكرة (أحمد فتوح) الذي قتل رجلا بسبب تهوره وتعاطي المخدرات أثناء القيادة ، ‏وغيرها من التجاوزات لعدد كبير من المشاهير ، ‏هناك سؤال يفرض نفسه ، هل الشهرة والنجومية ، سيف يُسلط على رقاب العباد ؟! ، أيها النجم ‏ليس كونك نجما مشهوراً ، أن تمنح نفسك حصانة خاصة تضرب وتعتدى وتشتم وتهين وتقتل كل من يرفض الإنصياع لأوامرك ، أو يرفض لك طلباً ، أو يعترض على سلوك غير لائق يصدر منك ! ، فالنجومية والشهرة إلتزام وإحترام وقدوة ، ويجب أن يتحلى النجم بكل القيم والفضائل ! وهيهات هيهات ، لأنه ‏للأسف مستوى التعليم والثقافة والقيم لنجوم هذا العصر ، منخفض للغاية ، ويكاد يتلاشى ! وللأمانة أنا لم يعجبني سلوك الشاب الذي صفع على وجهه ، لأنه لم يحترم نفسه من البداية فالإنسان لابد وأن يعتز بنفسه وكرامته أكثر من ذلك ، لكن الجرى وراء النجوم والمشاهير بهذه الطريقة المخزية فى الأفراح والجنازات كثر جدا وأصبح عملا مشينا وماسخ وكله قلة قيمة وإهانة ومهانة ، وتتوالى تداعيات الموضوع ، لنجد هذا الشاب يظهر في قنوات عدة ليحكي ، ويعيش المجتمع فى فيلم هابط ، ولكن السؤال هنا ، لو كان هذا الشاب من دولة عربية هل كان سيحدث ذلك ؟! ، وأنت أيها القارئ لو فعلها معك هل كنت سترد الصفعه ؟! ، هذا يحدث وللأسف تهبط أسهمنا الأخلاقية يوميا لأسفل وبسرعة وبقوة ، برداءة أخلاقنا وسلوكنا المنحط بحجة الشهرة والنجومية ، أيها النجوم والمشاهير وأيها الجمهور إرتقوا فالقاع مزدحم جدا !!
... ومن مضاعفات مرض وهم الشهرة (الإدمان) على المخدرات ، الذي أصبح سلوكا عواقبه وخيمة ، كم قضى على كثير من المشاهير وأصحاب الثراء وإنتهى بهم الأمر إما الجنون أو السجن أو الموت  
... ومن مساوئ وجود المشاهير بدون تقويم وضوابط في سلوكهم ، نلاحظ أن هناك قيم وعادات وتقاليد أخلاقية كثيرة بدأت تختفي من مجتمعاتنا العربية ، لدرجة أن الأجيال الجديدة تخبطت وأصبحت تائهة بين الصواب والخطأ ، لعدم وجود معايير أخلاقية للسلوك والفكر ، وهذا سببه الكثير من النجوم والمشاهير الذين لاهم لهم إلا الترندات وتسليط الأضواء عليهم فقط  
... فياأيها النجوم والمشاهير حافظوا علي عاداتنا وقيمنا الجميلة وكونوا قدوة ، وراعوا أولادنا وأولادكم ، أنتم القدوة لجيل المستقبل ، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، لأنكم بأفعالكم المشينة هذه أدخلتم الآباء في مهمة أصعب في تربية أبنائهم ، وهذا بسبب ، مايشاهدونه منكم من سوء سلوك ، فهناك الكثير من الٱباء لايستطيعون تعديل سلوك أبنائهم لقوة تأثيركم عليهم وقلة ثقافتهم أوإنشغالهم بالحياة والسعي عليهم ، لذا لابد وأن يحرص كل مسؤول وكل عاقل ورشيد وكل إعلامي أن يساعد مجتمعه في تربية النشئ لأنه قدوة وراعٍ
... وياأيها الممثلون ! ، وياأيها الإعلاميون ، وياأيها المعلمون ، وياأيها الشيوخ ، وياأيها المسؤلون ، وياأيها الآباء راعوا النشأ فهم قادة الغد ، كونوا قدوة للأجيال ، وغدا سيفخر بك حفيدك لأنك كنت راية لكل زمان وفي كل مكان
... وإلى لقاء في الجزء الرابع إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

من غيرك بقلم حربي علي

أغنية ( من غيرك ) من غيرك دنيتنا حزينة سفينة وغرقانة ف المينا ومعاكي؟ نسمة رقيقة  تحلف إن الحب حقيقة  والقلب شط مرسيناا أنا ...