السبت، 14 سبتمبر 2024

بين الذكريات بقلم أسامة صبحي ناشي

((( بين الذكريات )))***

قررت أن أصاحب الشوارع ....
والمقاعد ونوافد المحلات .....
وأن أعود بالعمر للوراء .....
وأن أجالس من رحل ومن مات ....
وأن أملأ بالحنين الذي مضي ...
كل الجوانب والأركان وكل الجهات ....
وأن أرسم علي الجدران أوجه غابت ...
وأستعيد أقوالهم و أنفاسهم والكلمات ....
وقعت قرار رفضي لواقع مسموم ....
فقد عدت بالفعل للعيش بين الذكريات ...
كم حاولت أن أجد مبرر للأيام .....
لكنني فشلت فتلك نظرية بلا إثبات ....
ولغة لا يفهما إلا من ينطق بها ....
فلا رموز فيها ولا مفردات ....
فلا تبحث عني هنا مرة أخري ....
وإن رغبت لقائي و حديثي ....
فلتبحث عن زهرة جافة بين الصفحات ....

سأراجع الحسابات وأعيد النظر .....
سأعاتب الأيام وألوم العمر .....
كيف وافق وصبر وإنتظر ....
وكيف صمت اللسان عن القول ....
وحين نطق تراجع وندم وإعتذر ...
كم ضاعت آمال وأحلام ....
قضي أصحابها من الخوف والحذر ....
وإختلط بها الجميل بالقبيح ....
حتي تحير الفؤاد ما يأخذ منها وما يذر ....

لن أترك ثانية هذا الماضي .....
لن أجعل مما فات متهم ....
ولن أنصب عليه حاضر جاهل ....
سجان وجلاد و سلطان وقاضي ....
لن أقارن عالم بأركان تامة مكتملة ....
بعالم زائف ممول فاسد وإفتراضي ....
لن أوازن بين قلب من الخوف معتصر ....
بقلب كان ممتليء بالدفع مستقر راضي ....
لن أجبر لساني علي صمت بلا معني .....
وسأظل أصيح به وأسجل إعتراضي .....
فإن إنتهيت أنا وذهبت بلا عودة ....
فسيبقي صوتي وقلمي وستبقي أنقاضي ...

مازلت أري وجوه الأعزة تسبح في الهواء ....
مازلت أشم رائحة الأيام والأركان .....
ونسمات جو المدارس في الشتاء .....
مازلت أذكر ألوان عيون أبي وأمي ....
وصباح وندي وصقيع وضجيج .....
ودخول الغروب وحمرة السماء ....
ووداع بين يدي نظرات أمي ....
قبل المشقة يزيل أسباب العناء ....
وسلام من المهاب أبي ....
لا تطيل يا بني ونلتقي علي العشاء ....

أسامة صبحي ناشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يا غفوة ليلة بقلم ابو خيري العبادي

بقلمي...... يا غفوة ليلة في رجفة الجسد ويا وحدتي عند السكون في مسكني جلست بقربي تكلمني كلمات قالت أتسمعني قلت بلا اني أسمعك قالت ستشفى من كل...