الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

لقد آن الأوان بقلم أنور مغنية

 لقد آن الأوان 


ما الذي أنارَ مِن جفنكَ؟

يا طائراً مسَّ قلبَهُ اليأسُ 

وتبعثرت في الليل أرياشهُ

أما عاد لهذا الزمان أمان ؟ 


قد كان من الأفضلِ 

أن تغادرني للأبد .

أن تقتلني دفعةً واحدة .

بدَل أن تقطعني إلى أجزاءٍ صغيرةٍ

كطائرٍ غفى على الغصنِ

ينتظر الصباح بغير جناح 

يغني للشمس يغني للبستان. 


ليتك رحلتَ كاملاً ،

بدَلَ أن ترحلَ روحك ويبقى جسدك.

كان لكَ أن تخرجَ ومن المرَّةِ الأولى 

من روحي ومن مساماتي .

من حدود قلبي وحياتي .

بدل من أن تتقلَّصَ وتتلاشى 

أو أن تعود بغتةً ثمَّ 

تأتي كآخر نسمة للخريف 

زارت فصل الشتاء مودِّعةً 

فمن منَّا الذي خان ؟


ليتني سقطتُ إلى القاع 

أفضل من التشبثِ بشظايا الزجاج .

كان من الأجدى أن تُفلِتَ يدي 

بدل أن ترخي قبضتك 

أو أن تصعقني بكلمة واحدة 

عوضاً عن تُمطرَ يوماً

وتعصفُ باقي الزمان .


أنا لم أخُن الله 

اللهم لا تتركني ليومٍ

أصيرُ فيه كالجبان .

اقتلني بصرامة، ادفعني نحو الهاوية ،

أكره أنصاف الأشياء .

نصف الحضور ، نصف الحياة

ونصف الموت . فإمَّا كمالٌ أو زوال 

لقد آن الأوان .


د. أنور مغنية 2024 02 17


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لإبتعادي أسباب بقلم إسحاق قشاقش

(لإبتعادي أسباب) لقد ضاع عمري بالغياب وشاب رأسي وضاع مني الشباب وبت لا أعرف غدي من أمسي وترهلت على جسدي الثياب ولا أعرف كيف أُرسي وكم كنا من...