لقد آن الأوان
ما الذي أنارَ مِن جفنكَ؟
يا طائراً مسَّ قلبَهُ اليأسُ
وتبعثرت في الليل أرياشهُ
أما عاد لهذا الزمان أمان ؟
قد كان من الأفضلِ
أن تغادرني للأبد .
أن تقتلني دفعةً واحدة .
بدَل أن تقطعني إلى أجزاءٍ صغيرةٍ
كطائرٍ غفى على الغصنِ
ينتظر الصباح بغير جناح
يغني للشمس يغني للبستان.
ليتك رحلتَ كاملاً ،
بدَلَ أن ترحلَ روحك ويبقى جسدك.
كان لكَ أن تخرجَ ومن المرَّةِ الأولى
من روحي ومن مساماتي .
من حدود قلبي وحياتي .
بدل من أن تتقلَّصَ وتتلاشى
أو أن تعود بغتةً ثمَّ
تأتي كآخر نسمة للخريف
زارت فصل الشتاء مودِّعةً
فمن منَّا الذي خان ؟
ليتني سقطتُ إلى القاع
أفضل من التشبثِ بشظايا الزجاج .
كان من الأجدى أن تُفلِتَ يدي
بدل أن ترخي قبضتك
أو أن تصعقني بكلمة واحدة
عوضاً عن تُمطرَ يوماً
وتعصفُ باقي الزمان .
أنا لم أخُن الله
اللهم لا تتركني ليومٍ
أصيرُ فيه كالجبان .
اقتلني بصرامة، ادفعني نحو الهاوية ،
أكره أنصاف الأشياء .
نصف الحضور ، نصف الحياة
ونصف الموت . فإمَّا كمالٌ أو زوال
لقد آن الأوان .
د. أنور مغنية 2024 02 17
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق