قصة قصيرة
الناس في كوم حمامة
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
حلم الجميع في القرية الحصول علي وظيفة حكوميه بأعتبارها أمان و دخل ثابت بغض النظر عن المرتب الضئيل أو تناسب العمل مع الشخص المكلف به ، الحاج مخلوف صنع المستحيل لتوظيف أبنه حمادة الفلاتي للعمل في الأوقاف و بالفعل تم تعيين حمادة إمام للمسجد و لكن في مدينه نائيه علي الحدود تسمي كفر الحنايكه تلك المدينه القائمه علي مصانع القطاع الخاص و بعض المشروعات الزراعيه و خلافه و يقطنها الكثير من الأسر المهاجرة من القري للعمل في القطاعات الحكومية المنشأه لخدمه المصانع هناك .
اقتنع حمادة بوجه نظر والده رغم عدم إقتناعه بالعمل الحكومي و عدم تناسب تلك المهنه معه فبعد حصوله علي الشهادة الجامعيه عمل سائق توكتوك و تزوج من أبنه عمه و انجب منها فما الداعي للغربه في تلك المدينه البعيده و البعد عن الأهل و الأحباب خاصه أن حمادة له علاقات نسائيه متعددة و صولات وجولات في هذا المضمار
ولكن حلم الوظيفه و الأمان و الدخل الثابت جعله يحزم حقيبه سفره و يتجه إلي المدينه لاستلام العمل
وفي الطريق تعرف أثناء رحلة الذهاب مع شوقيه الدلاله التي تجلب البضائع من بورسعيد و القنطرة و تبيعها لاهل القرية و تبادلا ارقام الهواتف حتي يتم التواصل بينهما إذا أحتاج اي بضاعة أو واجهته اي مشكله
وبعد اتصالات متبادله عرضت عليه شوقيه الزواج من أحدي السيدات العاملات في التجاره معها
فوزيه الأرملة منذ ثلاث سنوات وليس لها أبناء تعيش في منزل بالإيجار في شقة بالدور الارضي تستخدمه كمسكن و محل لبيع الملابس و المفروشات
وافق حماده علي الفور خاصه أن تلك الزيجه غير مكلفه و ستقتل الفراغ الذي يعيش فيه و سيجد الونيس و الحب و المتعه وربما المال بالزواج من فوزيه
و بالفعل تزوج حمادة من فوزيه في حفل بسيط
و مع الأموال التي كانت تجنيها فوزيه من التجارة بدأت الغيرة تشعل قلبه و بدأ يفكر في زياده دخله حتي يكون ندا لها و لكن كيف في تلك المدينه الصغيرة
فهو لا يستطيع تحفيظ قران لأن يحفظ ما تيسر بالكاد و لا يستطيع إعطاء دروس لغه عربيه لقله الدروس الخصوصيه هنا
و هداه تفكيره لترك الجامع للحاج حميدة كبير المنطقه لإدارته وذهب للعمل هنا وهناك مره يخطب يوم الجمعه في جوامع الشركات بأجر و مره أخري يقود سيارة اجره بين القري و مرات كثيرة ينقل مخدرات لبعض التجار مستغلا عمله كأمام وخطيب
حتي أتي اليوم الذي تم استدعائه من الشرطه . لقد تم القبض علي فوزيه و شوقيه لادارتهما شبكه بغاء علي مستوي المحافظه
كم صدمته كبيرة عندما وجد فوزيه أمامه ملفوفه بملاءه سرير هو يعرف أن تلك الملاءة من اغراضها اي أن ماحدث كان في بيت فوزيه وعلي سريره الذي جمعهما و تبادلا فيه كلمات الحب والعشق والغرام
أقر بمعرفته بفوزيه و عندما سأله الضابط هل تريد تحرير محضر ؟
عاد بالذاكرة للخلف عندما كان في الجامعه و يغش في الامتحان و يضع الكتب الدراسيه في دوره المياه حتي يتمكن من الغش أثناء الإختيار
وكم كانت تلك الكتب مقدسه
وكم مرة سب الدين أثناء قيادته التوكتوك
و استخدامه الواسطه للحصول علي وظيفه هو أبعد ما يكون لها و علاقاته النسائيه المتعدده في القريه
نظر إليها و الدموع تملاء وجهها و تذكر قول السيد المسيح
من منكم بلا خطيئه فليرمها بحجر
هز رأسه للضابط و وافق علي عدم تحريك الدعوى القضائية لزوجته بالزنا
اصطحبها للمنزل و بعد أن قضي معها ليله ساخنه تنازلت عن كل حقوقها و أتجه في الصباح لتقديم استقالته حاملا حقائبه مستقلا السوبر جيت إلي مدينته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق