الأحد، 8 سبتمبر 2024

في العش ولا طار بقلم محمود عبدالفضيل

 قصة قصيرة 

في العش ولا طار 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 

وقف العصفور علي السلك يلتقط أنفاسه بعد طيران بدون كلل يبحث عن الحبوب المتناثرة علي جانبي الطريق الزراعي . ولكن بكاء العصفورة التي تقف بجواره شد انتباه للحظات و قرر أن يعرف منها سر بكائها 

أخبرته بصوت حزين لوفاه زوجها منذ ايام تاركأ  صغاره في العش و هي تسعي رغم حزنها علي زوجها  لالتقاط الحبوب تاركه الصغار بدون رعايه وهي مابين العمل و القلق علي الصغار و الحزن علي زوجها لا تستطيع أن تتوقف أو تستريح و تعيد شتات نفسها فلا وقت للحزن أو القلق أو الراحة 

عبث وجه العصفور مستعلمأ عن كيفيه وفاة الزوج 

ردت وكأنها تتذكر ذلك اليوم المشئوم بأن طفل صغير قام باصطياده أثناء التقاطه الحب 

مستنكرة الحدث فالعصفور خرج ليبحث عن طعام لأسرته فيموت نتيجه لهو طفل أراد التسليه 

دمعت عيني العصفور ربما من الممكن أن يلقي نفس المصير في تلك اللحظه تذكر أولاده وزوجته التي تنتظره في العش 

متسائلا وهل يغني لحم العصفور من جوع و كم عصفور لقي نفس المصير؟

سألها بهدوء هل تقبليني زوجأ لك ؟

العصفورة :ولكنك متزوج و لك أولاد 

هو :نعم و ما المشكله ؟

هي : ربما ترفض زوجتك ؟!

هو :و لماذا ترفض و انا اساعدك و سنقسم الحبوب 

هي : ولكني اريد عش بمفردي فالعش الموجود الآن لأولادي 

هو :وطبعا تريدين مستلزمات الزواج 

هي :طبعا !

هو :هل تعلميين أن خروجك لجمع الحبوب مشقه وانتي تاركه الأولاد طوال اليوم وكم ستلاقين من تحرشات و مضايقات كما أن الكثير من العصافير الذكور اقوي منك بدنا و لن تستطيعي مجاراتهم في جمع الحبوب و ربما في النهايه يؤل مصيرك إلي التسول أو الانحراف 


هي :سأعمل واجتهد ولا حاجه لي بزواج مثل هذا لو نظرت في الشرفه المقابله ستجد عصفور في قفص جميل تأتيه الحبوب و لكن ماذا لو فتح القفص 

هو :سيخرج و يهرب 

هي :لأنها الحريه 

هو :دي اخر مره اسال عصفورة انتي بتعيطي ليه 

وأدي السلك لن تقف عليه مرة أخري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...