في عتمةِ الليلِ
حيثُ الصمتُ ينسجُ خيوطهُ
جلستُ وحدي
أُراقبُ طيفَ أحلامٍ كسرتها الرياحُ
كلُّ النجومِ تهربُ من سمائي
كأنها تخشى مواجهةَ هذا الحزنِ العميقِ
تتساقطُ الدموعُ كأمطارٍ خفيفةٍ
لكنها تُغرِقُ القلبَ و تَطمِرُ الروحَ
صوتُ الصدى يأتي من بعيدٍ
يحملُ حكاياتِ من مضوا
و كلُّ كلمةٍ فيه تحملُ ثقلاً
تذكرني بأنَّ الفراغَ
لم يترك مكاناً للنسيانِ
مرآةُ الأملِ تهشمتْ
تحتَ وطأةِ الأيامِ
و تناثرَت شظاياها في عمقِ القلبِ
كلُّ شظيةٍ تعكسُ وجهاً غيرَ مألوفٍ
وجوهَ أيامٍ مرّت ، لن تعودَ
و ذكرياتٍ تُلاحقني
كظلٍّ في ضوءٍ خافتٍ
أبحثُ عن بقايا أملٍ
بينَ الركامِ و الأطلالِ
لكنَّ الحزنَ يزهرُ في كلِّ زاويةٍ
و يُعرِّشُ على جدرانِ الروحِ
أُدركُ الآن
أنَّ الحزنَ ليسَ عابراً
بل هو جزءٌ منَّا
يرافقنا كظلٍّ
حتى في ضوءِ النهارِ الأكثرِ سطوعاً
و في النهايةِ
أتساءلُ:
هل الحزنُ هو النهاية ؟
أم هو بدايةُ شيءٍ آخرَ
لا نراهُ الآنَ
و لكن ربما يكمنُ في أعماقِ الصمتِ
و في حفيفِ الأوراقِ
التي تسقطُ بلا صوتٍ
على أرضٍ باردةٍ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق