الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

الهاربان بقلم حسني محمود

 الهاربان

بعد مرور خمس سنوات  ذهب ادم لمكتب العمالة في منطقة فكتوريا في وسط مدينة لندن  المكتز بالباحثين عن آمالهم وأحلامهم في الحصول على عمل وما أن جلس آدم 

إلا أن أحس بمعاملة خاصة له من دون العمال

فما أن وصل فإذا بسيدة محجبة جميلة تبتسم له وترحب به من خلف الحائط الزجاجي ثم قدمت له فنجان من القهوة الكابتشينو التي يفضلها  وكل فترة تنظر إليه مرحبة بة وظن أنها ترحب به لكونه مسلم من خلال اسمه في الهوية المدفوعة 

وجاءت إليه أيضا بكوباّ من عصير البرتقال  الذي يفضله فأيقن أنه يومه وانه سوف يحصل علي أفضل وظيفة  ومر الوقت ولم يأتي دوره والسيدة الجميلة ذات النظارة النظر 

تنظر اليه فرحة مرحبة  به 

فيرد لها التحية ومر الوقت وبدأ يشعر بالقلق  والسيدة أحست بقلقه فكتبت له ورقة  أصطبر أيها الهارب   باللغة العربية  علي أساس انه عنوان للعمل  فقرأها متعجباً من أمر هذة السيدة  ولكنه جلس أنتظر ايها الهارب مبتسما في نفسه نعم فأنا هارب طوال حياتي من كل شيء وإذا به يسرح بخياله  أمام مسجد أبي بكر الصديق في مدينة كمبريدج  وأماندا تقف معه والكاهن الذي يحاول أن يمنعها من دخول المسجد وتنظر اليه مبتسمة اليه وفجأة  تنظر مزعورة أهرب وحيد  أهرب وحيد  فهرب وحيد دون أن ان يدري ورمى هاتفه خوفا من المراقبة

وجاء الي لندن  ادم انها هي هي اجمل ما رأت عيني هي ولم ينزل نظره من عليها فاعرفت انه لم يتعرف عليها الا الان انتهي موعد العمل 

وقال لها  ماذا حدث  وكيف اتيت الي هنا

قالت له بس اهدأ 

ولماذا لم تحاول الاتصال بي  قال  انه رمى هاتفه أثناء الهرب قالت  أحسنت التفكير  ولكن  كان يكفي  أن ترمي السيم كارت فقط 

وأنني اتصلت بك عدة مرات مغلق مغلق 

وأنت ماذا حدث معك 

قالت عندما هربت أنت  أخذ البابا ضاحكة أنه سيمنحني الغفران ووعدني بالجنة جنة الرب  

وأنت ماذا فعلت أنا وقلبي وروحي  في إتجاه آخر  شعور  لم يحدث لي من قبل  طرقت الباب ففتح لي وأنتظرت خلف المصلين حتي أنتهى الإمام وأنا اقول الحمدلله الحمدلله الحمدلله الحمدلله فنظر الي الإمام ومن في المسجد  فرحين مرحبين بي  فطلبت من الإمام أن أدخل في دين  الله  فطلب من أخت في المسجد أن تعلمني الوضوء حتي أقول علي طهارة ونطقت الشهادة  والله الذي لا إله إلا هو  لم أفرح في حياتي كلها يوماً كاحساسي بهذا اليوم 

وبعدها ابتدأ الاضهاد في العمل حتي مع العائلة  قرأت وتعلمت مع أخت لي في أبي بكر الدين واللغة العربية التي اتكلمها أفضل منك الآن ففضلت أن آتي الي لندن وكم تذوقت طعم العنصرية  ومررتها فافكر في الذهاب لاعيش في بلد مسلم 

حسني محمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غَزلٌ ومُغزلٌ بقلم فراس ريسان سلمان العلي العراق

غَزلٌ ومُغزلٌ **********               مغزلُ هواكَ أبرمَ خيوطَ العشقِ                          وسُنحُ الخواطرِ تهونُ الغزلَ الشاقَ          ...