الجمعة، 13 سبتمبر 2024

الكوخ بقلم محمود عبدالفضيل

 قصة قصيرة 

الكوخ 

الكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


قرر أن يتقدم للمعاش المبكر بعد سنوات طويلة من. الخدمة في شركة المقاولات التي طافت به أرجاء الأرض 

شعر علي مشارف الخمسين أنه ادي مهمته فقد تزوجت ابنته و هاجر ابنه إلي كندا للعمل هناك و أصبح وحيدا بعد وفاة زوجته بعد صراع مع المرض لم يدم طويلا 


بعد انتهاء احتفال الزملاء به خرج متجها إلي شقته وفي الطريق ألقي بشريحه الموبايل فقد بدأ حياة جديدة بعيدأ عن الروتين و الصراعات و النفاق ربما كان شعوره حينها أنه ولد من جديد وان جبلا من الهموم و المسئوليات قد هبط عن كاهله . في اليوم التالي عرض عليه صاحب الشقه مبلغ من المال حتي يترك شقته الإيجار القديم لزواج ابن المالك 

لم يجد مفر بعد أن وافق جميع السكان علي ترك المنزل القديم المتهالك في ذلك الحي الشعبي الملئ بالمشكلات و الضوضاء و العشوائيه وهو أيضا قرر المغادرة خاصه أن مكافاه نهايه الخدمه مع مبلغ إخلاء السكن مع المعاش سيضعه وديعه في أحدي البنوك و سيعيش حياة جيده 

ولكن اين سيذهب تذكر أحدي القري التي عمل بها عده مشروعات من طرق و ترع ومصارف فقد قضي فيها عده سنوات و ارتبط بعلاقات جيده مع اهلها الطيبين 


توجه في الصباح إلي صديقه ابو الحمد أحد سكان القريه و طلب منه توفير كوخ خشبي صغير امام المسجد المجاور لأرض ابو الحمد تعجب ابو الحمد من طلبه 

ولكن نفذه بلا مناقشه ووفر له كوخ خشبي بحوار المسجد المتاخم القريه 

كان يبحث عن الحياة البدائيه التي حرم منها بسبب  العمل و المسئوليات و الزواج والاولاد و ...

كان يومه مقسم بين اقامه شعائر المسجد والجلوس مع اصدقائه القدامي من اهل القريه بعد العصر أمام كوخه 

أما السهره فهي متنوعه أما بالجلوس في جلسات سمر مع أصدقائه أو الذهاب لعرس ابن أحدهم أو عزاء أحد اهل القريه 

حياه جميلة و هادئه تحسنت نفسيته و صحته حتي عرض عليه ابو الحمد الزواج من أحدي فتيات القريه 

هي يتيمه الأبوين جميله الملامح صغيره السن تعمل في جمع الدوده و يرغب ابو الحمد في سترها بزوج كبير السن يعوضها حنان الأب 

وافق علي الزواج بعد أن رأي جمالها و هو يردد في نفسه 

فعلا الفقر وحش 

عاش معها اجمل أيام حياته فهو بشكلها بمعرفته مثل قطعه قماش يتم تفصيلها بكل دقه وهي أحبت فيه النضج و الخبره و الحكمه و أثمر الزواج عن طفلين جميلين 


مرت الايام و مع كبر الأولاد لم يعد الكوخ مناسب للاقامه به طلبت منه الإنتقال إلي المدينه للحصول علي خدمات أفضل و تعليم افضل للأولاد 

وبالفعل استأجر شقة صغيرة في نفس الحي الذي عاش فيه مع زوجته الأولي ام أولاده 

و اشتري موبايل له و موبايل لها و ألتحق بعمل في سوبر ماركت علي مقربه من شقته 

وعندما أراد أن يستريح توجه إلي الكوخ فلم يجده و علم من أصدقائه أن ابو الحمد باع الأرض وانتقل مع عائلته إلي مدينه جديدة لأستصلاح خمسين فدان اشتراها بثمن الثلاثه فدادين التي باعها هنا 

عاد إلي شقته منهكا ايأخد قسط من الراحة قبل أن يبدأ يوم جديد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غَزلٌ ومُغزلٌ بقلم فراس ريسان سلمان العلي العراق

غَزلٌ ومُغزلٌ **********               مغزلُ هواكَ أبرمَ خيوطَ العشقِ                          وسُنحُ الخواطرِ تهونُ الغزلَ الشاقَ          ...