كم أنت رائعة
كلماتي تجالس كل ليلة مسائي وسمائي وسحرها وسحبها تغلي وتغلي كالنار دون غيث وأنا اعانق السراب وأقنع روحي بفسحة من الأمل لعل الشمس تشرق غدا على موطني ليكون التركيب الضوئي في حالة نشاط جيد وينتشر اليخضور في مفاصلي التي تجمدت ولم يعد لها الشكل الذي عهدته واستأنست به طوال رحلة عمري حتى وهي قاسية كنت أرضى بها لأواصل الزحف والحبو رغم تقدم العمر كنت أمني نفسي بمقولة تجذرت فينا منذ كان شيخ المسجد القروي يروي لنا قصصا منها المأثور ومنها المحضور المهم يسمعنا أصوات الآخرين ويجسد شخصيات ذكرها التاريخ في مقررات الدراسة كنا نمارس الهجرة ويطلعنا على مدن الساحل ويخبرنا عن موج البحر و رائحة المد والجزر لم نتمكن من زيارة البحر ولا ركوب القطار ولا يسمح لنا بالخروج خارج حدودة القبيلة نمارس الحب بلعبة التواري عن الأنظار كل خطوة محسومة محسوبة مراقبة تمنع الجرائد عنا لا نعرف :رئيس البلدية ولا أسماء الأغنياء فقط لنا سجل الفقراء ومن ينتظرون موعد الزكاة على درج الكتاب القروي كم كنت أحلم بزيارة قبر النبي لأخبره ماذا فعل بنا الخلف مت بعده وظل حلمي الوحيد يطاردني أن أزور النبي محمد لأخبره أن العمر تقدم كثيرا وظل ذلك الحلم يطاردني إني أقف في نفس المحطة التي زارني فيها حلم الطفولة وأتذكر شيخ القبيلة وقوائم الفقراء كل شيء تغير إلا أحلامي قرأت نهاية التاريخ لفوكو ياما ومنتصف ليلة القرن لإدغار موران وريمون ارون. وعبدالرحمن بدوي وطه حسين وحسين مروى ولم تتغير أحلامي القاسية وعشت اللاإنسانية في زمن الذكاء الإصطناعي ..
بقلمي : البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق