دراسة وتحليل : د/علوي القاضي.
... الواقع الإفتراضي والمعزز جعل للمستقبل منظور جديد ، حيث بدأت التطبيقات الأولى لهما في (NASA) ، ثم إنتشرت لتشمل التعليم ، والطب ، والعمارة ، والتربية ، والتعليم ، والتدريب ، والطيران ، والتصميم الهندسي ، والجيش ، والتسلية ، وذلك لتلبية إحتياجات تلك المجالات ، وحل الكثير من مشكلاتها
... وأثبت الواقع الإفتراضي والمعزز أهميته بالإسهامات في الحضارة والتقدم في مجالات التطوير المدني وأهمها ( التعليم والطب والمجالات العسكرية)
... ولوحظ أيضا أنه تتوفر تقنيات تعليمية مبتكرة بفضل الواقع الإفتراضي والمُعزز ، ويمكن إستخدامهما لإنشاء تجارب تعليمية تفاعلية وجذابة ، من خلال الفهم الأعمق للمفاهيم العلمية المعقدة ، وزيادة فضول الطلاب لتعلّم المزيد ، وتعزيز التعلّم التعاوني ،،، ولكن كيف ؟! ، بأن يُحدِث كل من الواقع الإفتراضي والمُعزّز ثورةً في مجال التعليم ، من خلال إطلاق العنان لقوة الخيال عند المتعلم ، وتحويل الفصول الدراسية إلى مساحات تعليمية تفاعلية ، كل حسب تأثيره وأهميته وتقنيته
... وتقنية (الواقع الإفتراضي) ، توفر بيئة رقمية كاملة ، حيث تنقل المستخدم إلى عالم إفتراضي مصمم بواسطة الحاسوب ، ويرتدي الطلاب نظارات خاصة مزودة بأجهزة إستشعار الحركة ، ويصبحون جزءًا من العالم الإفتراضي ، حيث يمكنهم إستكشاف المناظر المختلفة ، أو إجراء تجارب علمية في مختبرات إفتراضية ، أو حتى المشي بجانب الشخصيات التاريخية ، وتمتاز هذه التقنية بأنها توفر بيئة تفاعلية ، مما يسمح للمستخدمين بالتنقل في البيئات الإفتراضية ، والمشاركة في العمليات المختلفة بطريقة لاتستطيع الكتب المدرسية توفيرها ، أما تقنية (الواقع المُعزّز) فلها نهجًا مختلفًا ، فبدلًا من نقلك بالكامل إلى عالم رقمي ، تدمج هذه التقنية العناصر الرقمية في العالم المادي الذي تراه حولك ، وعلى عكس الواقع الإفتراضي ، لايتطلب الواقع المُعزّز معدات متخصصة ، ويمكن تجربة تطبيقات الواقع المُعزّز من خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية ، إذ تُظهر هذه التطبيقات المعلومات الرقمية على بيئة المستخدم الواقعية ، مما يوفر تجربة تعليمية تفاعلية ، ويمكن للمستخدمين إستخدام هذه العناصر الرقمية ، والوصول إلى معلومات إضافية من خلال أجهزتهم ، وإستكشاف العالم من حولهم بطريقة جديدة تمامًا ، وأهم المزايا التي يوفرها (الواقع الافتراضي والمُعزّز) في مجال التعليم ، وكيف يُحسنا تجربة التعليم ، يتم ذلك لأن التعلم التجريبي تسمح به تقنية (VR) وتسمح للطلاب باستكشاف المعالم التاريخية ، والقيام بتجارب علمية في بيئة إفتراضية ، بهدف المحاكاة والتدريب ، كما توفر تقنية (VR) بيئات آمنة للطلاب لممارسة المهارات أو التجارب التي يتعذر الوصول إليها أو المحفوفة بالمخاطر ، مثل (الإجراءات الجراحية) أو محاكاة (تجربة الطيران) ، كما أن هذه التقنية تسهل فهم المواد والمفاهيم المعقدة ، لتصبح أكثر وضوحًا من خلال العوالم المرئية التي يوفرها الواقع الإفتراضي والتجارب التفاعلية والمختبرات الإفتراضية ، كما يسمح الواقع الإفتراضي للطلاب بإجراء تجارب إفتراضية واستكشاف الظواهر العلمية في بيئة آمنة وتفاعلية ، وكذلك من مزايا (الواقع المُعزّز) في التعليم أنه يثري (التعلم التفاعلي) من خلال توفير العناصر الرقمية والرسوم المتحركة والمعلومات الإضافية ، كما يحقق للمتعلم (زيادة المتعة وحب التعلم) ، كذلك يؤدي إلى (التعلم التعاوني) ، كما يسمح ب (تحسين فهم المواد التعليمية)
.. كما أنهما يُحسنا تجربة التعليم ، من خلال إدماج الواقع الإفتراضي والمُعزّز في طرق التعليم ، حيث يمكن للمعلمين إبتكار طرق تعليمية تفاعلية وجذابة تلبي الإحتياجات المختلفة للطلاب وتعزز الرغبة في التعلم لديهم ، لذلك يجب على المعلمين إختيار أدوات مناسبة للمناهج الدراسية ، وإدماج الواقع الإفتراضي والواقع المُعزّز تدريجيًا ، والإستفادة من التدريب والتطوير المهني
... وللواقع الإفتراضي والمعزز تأثير كبير في تطوير وتقدم الطب وقطاع الرعاية الصحية ، وتشهد هذه الصناعة تغييرا ملموسا للأفضل مع إستخدام الحقائق الإفتراضية ، ويظهر ذلك في تغيير حياة القائمين على المنظومة الطبية والمرضى على حد سواء ، ويمكن لهذه التكنولوجيا الجديدة أن تعزز تحسين الإجراءات الطبية ، ويمكن أن تحدث تغيّرات جذرية في مجالات عدة وفي طريقة عمل الكثير من القطاعات الطبية ، وهناك بعض البيانات التي تظهر بالفعل إستخدام (الواقع الافتراضي) كعلاج لتشتيت الآلام المترتبة على الجروح المؤلمة ، مثل(SnowWorld) ، وبإستخدام الواقع الإفتراضي في الطب ، تم إجراء عملية جراحية لإزالة ورم من الأمعاء بإستخدام كاميرا الواقع الإفتراضي ، وتمت مشاهدة العملية عبر الإنترنت ، ويعد هذا النهج تحولا في مسار التعليم الطبي ، فبدلا من وجود عدد قليل من الطلاب المتدربين أصبح العديد منهم بإمكانهم متابعة هذه التجربة في أي وقت ومن أي مكان ، ومن المعلوم أن تكنولوجيا (الواقع المعزز) تدخل في صناعة الرعاية الصحية ، ويختلف (الواقع المعزز) عن (الواقع الإفتراضي) في كون المستخدمين له لايفقدون الإتصال بالواقع المحيط بهم ، وتزودهم بالمعلومات التفاعلية من خلال عرض الكاميرا المباشر على شاشات الهواتف الذكية ، وهذه الصلاحيات تعتبر أحد الأمثلة على قدرة الواقع المعزز في مساعدة المرضى ، مثلا في حالات أمراض (العيون) من خلال إظهار محاكاة المرض وفهم المشكلة وطرق معالجتها ، وهناك جهات قدمت فيلم من الواقع الإفتراضي لحياة مرضى (التوحد) ، وأيضا حملة (تجربة الصداع النصفي) للمرضى ، هذه التجارب توصل إلى فهم وتعلم أكبر لكلا من الأطباء والمرضى ، وكذلك العلاج من (الجلطات الدماغية) ، وفي مجال (التأهيل والعلاج الطبيعي) ، حيث يتاح للمريض مزاولة التمارين والألعاب تحت إشراف طبي
... كما اشتهرت تقنية الواقع الإفتراضي في مجال (الألعاب الترفيهية) ، ودخولها في مجالات الأمراض الطبية والنفسية ، ومنها علاج (فوبيا الخوف) من المرتفعات أو صعود الطائرة وغيرها ، حيث أنها تساعد المريض تدريجيا على تخطي مثل هذه المصاعب النفسية دون تدخل بشري
... وإلى لقاء في الجزء الثالث إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق