الاثنين، 14 أكتوبر 2024

الواقع الإفتراضي«(2)» بقلم علوي القاضي

«(2)»الواقع الإفتراضي«(2)» 
دراسة وتحليل : د/علوي القاضي.
... الواقع الإفتراضي والمعزز جعل للمستقبل منظور جديد ، حيث بدأت التطبيقات الأولى لهما في (NASA) ، ثم إنتشرت لتشمل التعليم ، والطب ، والعمارة ، والتربية ، والتعليم ، والتدريب ، والطيران ، والتصميم الهندسي ، والجيش ، والتسلية ، وذلك لتلبية إحتياجات تلك المجالات ، وحل الكثير من مشكلاتها 
... وأثبت الواقع الإفتراضي والمعزز أهميته بالإسهامات في الحضارة والتقدم في مجالات التطوير المدني وأهمها ( التعليم والطب والمجالات العسكرية) 
... ولوحظ أيضا أنه تتوفر تقنيات تعليمية مبتكرة بفضل الواقع الإفتراضي والمُعزز ، ويمكن إستخدامهما لإنشاء تجارب تعليمية تفاعلية وجذابة ، من خلال الفهم الأعمق للمفاهيم العلمية المعقدة ، وزيادة فضول الطلاب لتعلّم المزيد ، وتعزيز التعلّم التعاوني ،،، ولكن كيف ؟! ، بأن يُحدِث كل من الواقع الإفتراضي والمُعزّز ثورةً في مجال التعليم ، من خلال إطلاق العنان لقوة الخيال عند المتعلم ، وتحويل الفصول الدراسية إلى مساحات تعليمية تفاعلية ، كل حسب تأثيره وأهميته وتقنيته 
... وتقنية (الواقع الإفتراضي) ، توفر بيئة رقمية كاملة ، حيث تنقل المستخدم إلى عالم إفتراضي مصمم بواسطة الحاسوب ، ويرتدي الطلاب نظارات خاصة مزودة بأجهزة إستشعار الحركة ، ويصبحون جزءًا من العالم الإفتراضي ، حيث يمكنهم إستكشاف المناظر المختلفة ، أو إجراء تجارب علمية في مختبرات إفتراضية ، أو حتى المشي بجانب الشخصيات التاريخية ، وتمتاز هذه التقنية بأنها توفر بيئة تفاعلية ، مما يسمح للمستخدمين بالتنقل في البيئات الإفتراضية ، والمشاركة في العمليات المختلفة بطريقة لاتستطيع الكتب المدرسية توفيرها ، أما تقنية (الواقع المُعزّز) فلها نهجًا مختلفًا ، فبدلًا من نقلك بالكامل إلى عالم رقمي ، تدمج هذه التقنية العناصر الرقمية في العالم المادي الذي تراه حولك ، وعلى عكس الواقع الإفتراضي ، لايتطلب الواقع المُعزّز معدات متخصصة ، ويمكن تجربة تطبيقات الواقع المُعزّز من خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية ، إذ تُظهر هذه التطبيقات المعلومات الرقمية على بيئة المستخدم الواقعية ، مما يوفر تجربة تعليمية تفاعلية ، ويمكن للمستخدمين إستخدام هذه العناصر الرقمية ، والوصول إلى معلومات إضافية من خلال أجهزتهم ، وإستكشاف العالم من حولهم بطريقة جديدة تمامًا ، وأهم المزايا التي يوفرها (الواقع الافتراضي والمُعزّز) في مجال التعليم ، وكيف يُحسنا تجربة التعليم ، يتم ذلك لأن التعلم التجريبي تسمح به تقنية (VR) وتسمح للطلاب باستكشاف المعالم التاريخية ، والقيام بتجارب علمية في بيئة إفتراضية ، بهدف المحاكاة والتدريب ، كما توفر تقنية (VR) بيئات آمنة للطلاب لممارسة المهارات أو التجارب التي يتعذر الوصول إليها أو المحفوفة بالمخاطر ، مثل (الإجراءات الجراحية) أو محاكاة (تجربة الطيران) ، كما أن هذه التقنية تسهل فهم المواد والمفاهيم المعقدة ، لتصبح أكثر وضوحًا من خلال العوالم المرئية التي يوفرها الواقع الإفتراضي والتجارب التفاعلية والمختبرات الإفتراضية ، كما يسمح الواقع الإفتراضي للطلاب بإجراء تجارب إفتراضية واستكشاف الظواهر العلمية في بيئة آمنة وتفاعلية ، وكذلك من مزايا (الواقع المُعزّز) في التعليم أنه يثري (التعلم التفاعلي) من خلال توفير العناصر الرقمية والرسوم المتحركة والمعلومات الإضافية ، كما يحقق للمتعلم (زيادة المتعة وحب التعلم) ، كذلك يؤدي إلى (التعلم التعاوني) ، كما يسمح ب (تحسين فهم المواد التعليمية) 
.. كما أنهما يُحسنا تجربة التعليم ، من خلال إدماج الواقع الإفتراضي والمُعزّز في طرق التعليم ، حيث يمكن للمعلمين إبتكار طرق تعليمية تفاعلية وجذابة تلبي الإحتياجات المختلفة للطلاب وتعزز الرغبة في التعلم لديهم ، لذلك يجب على المعلمين إختيار أدوات مناسبة للمناهج الدراسية ، وإدماج الواقع الإفتراضي والواقع المُعزّز تدريجيًا ، والإستفادة من التدريب والتطوير المهني
... وللواقع الإفتراضي والمعزز تأثير كبير في تطوير وتقدم الطب وقطاع الرعاية الصحية ، وتشهد هذه الصناعة تغييرا ملموسا للأفضل مع إستخدام الحقائق الإفتراضية ، ويظهر ذلك في تغيير حياة القائمين على المنظومة الطبية والمرضى على حد سواء ، ويمكن لهذه التكنولوجيا الجديدة أن تعزز تحسين الإجراءات الطبية ، ويمكن أن تحدث تغيّرات جذرية في مجالات عدة وفي طريقة عمل الكثير من القطاعات الطبية ، وهناك بعض البيانات التي تظهر بالفعل إستخدام (الواقع الافتراضي) كعلاج لتشتيت الآلام المترتبة على الجروح المؤلمة ، مثل(SnowWorld) ، وبإستخدام الواقع الإفتراضي في الطب ، تم إجراء عملية جراحية لإزالة ورم من الأمعاء بإستخدام كاميرا الواقع الإفتراضي ، وتمت مشاهدة العملية عبر الإنترنت ، ويعد هذا النهج تحولا في مسار التعليم الطبي ، فبدلا من وجود عدد قليل من الطلاب المتدربين أصبح العديد منهم بإمكانهم متابعة هذه التجربة في أي وقت ومن أي مكان ، ومن المعلوم أن تكنولوجيا (الواقع المعزز) تدخل في صناعة الرعاية الصحية ، ويختلف (الواقع المعزز) عن (الواقع الإفتراضي) في كون المستخدمين له لايفقدون الإتصال بالواقع المحيط بهم ، وتزودهم بالمعلومات التفاعلية من خلال عرض الكاميرا المباشر على شاشات الهواتف الذكية ، وهذه الصلاحيات تعتبر أحد الأمثلة على قدرة الواقع المعزز في مساعدة المرضى ، مثلا في حالات أمراض (العيون) من خلال إظهار محاكاة المرض وفهم المشكلة وطرق معالجتها ، وهناك جهات قدمت فيلم من الواقع الإفتراضي لحياة مرضى (التوحد) ، وأيضا حملة (تجربة الصداع النصفي) للمرضى ، هذه التجارب توصل إلى فهم وتعلم أكبر لكلا من الأطباء والمرضى ، وكذلك العلاج من (الجلطات الدماغية) ، وفي مجال (التأهيل والعلاج الطبيعي) ، حيث يتاح للمريض مزاولة التمارين والألعاب تحت إشراف طبي   
... كما اشتهرت تقنية الواقع الإفتراضي في مجال (الألعاب الترفيهية) ، ودخولها في مجالات الأمراض الطبية والنفسية ، ومنها علاج (فوبيا الخوف) من المرتفعات أو صعود الطائرة وغيرها ، حيث أنها تساعد المريض تدريجيا على تخطي مثل هذه المصاعب النفسية دون تدخل بشري
... وإلى لقاء في الجزء الثالث إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...