الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024

وفاء إمرأة بقلم عبد خلف حمادة

``وفاء إمرأة 
`شعر:عبد خلف حمادة
¢¢¢¢¢¢¢¢¢¢
ضربتِ في دنيا الوفاءِ مثالاً
وما تركتِ للعذولِ مجالا
وسبقتِ أصحابَ المكارم والعُلا 
وبلغتِ شأواً شامخاً و كمالاً
عجزَ اليراعُ عن الإحاطةِ بالثنا
أضاع محترفُ الكلام مقالا  
بالجود والإيثار والخلق السني
أنعمْ بتلكَ مراتباً وخصالاً
بلغتِ في ذاكَ السياقَ صدارةً 
وشددتِ-يا أم البنينَ-حبالا 
وقفتِ في وجه المصاعب والبِلى
حربٌ ضروسٌ كان ذاك سِجالا   
حلقاتها مستحكماتٌ قد أتتْ
يصرعنَ في هذا الصدامِ رجالا
لمَّا النوائب للشريك تعرضت ووضعنَ في العشِّ الأليف رِحالا  
 مرضَ الحبيب وليس يُشفى داؤهُ
قد حلَّ في الجسد الضعيف عُضالا  
شللٌ أناخَ على الجوانب كلها 
أحالَ وجهاً للسرور قذالا
عشْرٌ وَنَيِّفَ والسنون تعاقبت
هدَّت صفاء العيش والأحوالا
أُمَّاً و أُختَّاً والحبيبةَ كنُتِهِمْ  
وعشيرةً وملاذهُ والآلا
قاسمتهِ ألماً شديداً في الحشا 
وبذلتِ في ذاكَ الشقا والمالا
في حجركِ الحاني يخفُّ عذابهُ
كأنما طفلٌ ينامُ دلالا 
لمَّا سهامٌ للمنيةِ أُطلقتْ 
وتخرَّمتْ هذا الرُّكين فمالا
وغادرَ الدنيا تِجاه مليكهِ 
هيهاتَ تبلغُ في الحياةِ منالا
تركَ الأمانةَ مَنْ يقومُ بحملها
مَنُ غير شخصكِ يرفعُ الأحمالا
ابْنٌ وبنتٌ ذاكَ كلُّ تراثهِ 
أسدٌ يُخلِّفُ بعدهُ الأشبالا
أحسنتِ تربيةً و صُنتِ عهدهُ
وما سمعتِ فيهمُ عُذَّالا
لأنَّ مثلكِ بالمصيبةِ ناهضٌ 
ويرومُ من رب العبادِ نوالا
أودعتِ قبلاً والداً تحت الثرى
أيضاً شقيقكِ ثم أمكِ حالا  
لم تعطكِ الأحزان غير عزيمةٍ 
لم تُلقِ لليأس المرير ظلالا  
وفَّى الإلهُ الصابرين أجورهم 
بلا حسابٍ نِعْمَ تلكَ غِلالا
جُزيتِ خيراً يا أُخيَّةَ دائماً
قد طِبتِ في تلك الأمور خِلالا
اللهُ يحفظُ في البرايا ابنةً 
ويزيدُ عيشكِ ماحييتِ جمالا
و تُقِرُّ عينكِ في الحياةِ وترتقي 
سلالم المجد الرفيع طوالا
قد عِيلَ صبرُ السابقين بما لقوا
وملئتِ بالصبرِ الجميلِ سِلالا
قلَّدتِ أيوبَ النبيَّ بمحنةٍ 
أشبهتِ في ذاكَ المقام بلالا 
طوبى ومني(يا سناءُ)تحيةً 
ما هَلَّ للشهرِ الجديد هلالا
¢¢¢¢¢¢¢¢¢¢
مع تحيات الشاعر عبد خلف حمادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عفوا أيها القلم بقلم معز ماني

   عفوا أيها المستقبل  أنا لا اعرفك أيها المستقبل ولكنني عرفت الماضي أنا لا أفهم لغتك لأني لم اتعلم  غير الماضي ينام ولا يبالي كان يا مكان و...