شَبِعْنا مِنْ تَناوُلِنا الشّعيرا
فَصِرْنا في ثقافَتِنا بَعيرا
نُفَتّشُ في التّفاهَةِ عنْ قُشورٍ
لِنَفْرِشَ بالهُراءِ لنا حَصيرا
نَسيرُ على الهَوامِشِ منْ زمانِ
ولمْ نَجِدِ الخَلاصَ لَنا مصيرا
نُسَخَّرُ كالبهائمِ لَيْسَ إلاّ
ونَقْنَعُ إنْ هُمُ فَرَضوا العسيرا
وهذا ما يُعَدُّ لنا جميعاً
لِنَقْبَلَ ما يُقالُ لنا أخيرا
تَعَطّلَ في ثقافَتِنا الذّكاءُ
وفي تَفكيرِنا كَثُرَ الهُراءُ
رقدْنا في تَخَلُّفِنا قُرونا
فما نهضَ الرّجالُ ولا النّساءُ
هَبَطْنا كالرّواسبِ في انْحِطاطٍ
تَكَفَّلَ باسْتِضافتهِ الغِناءُ
وهذا عَمَّقَ الأعْطابَ فينا
فتاهَ النّاسُ وانْتَشرَ الغَباءُ
كأنَّ العَصْرَ هَمّشَنا فَصِرْنا
ضَحايا لا يُفارِقُنا العَزاءُ
ركَعْنا كالجِمالِ لِما أرادوا
وفي أوْساطِنا كَثُرَ القُرادُ
أرَدْنا أنْ نَقومَ فما اسْتَطَعْنا
وقدْ تَعِبَتْ مِنَ النّهْبِ البلادُ
كأنّ شُعوبَنا رَضِيَتْ بِعَيْشٍ
يُدَبِّرُهُ التّسَلُّطُ والفَسادُ
وهذا الحالُ جَرَّعَنا المآسي
فَصِرْنا في الخُنوعِ كما أرادوا
نُطيعُ الحاكمينَ بلا انْشِقاقٍ
وبالتّصْفيقِ يأْمُرُنا الرُّقادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق