نِعْمَ الخَليل
بُحورُ الشّعْرِ هَنْدَسَها الخَليلُ
ومِنْ إرْثِ الجُدودِ أتى الدّليلُ
تمَكَّنَ منْ إعادَةِ ضبْطِ نَظْمٍ
بهِ الأوْزانُ أحْكَمَها الأصيلُ
وحَسَّنَ بارعاً مَجْرى القوافي
فكانَ بِعِلْمِهِ نِعْمَ الخَليلُ
كَذلكَ بَصْمةُ العُظَماءِ تَبقى
ويبْقى النّفْعُ والعملُ الجليلُ
فلا تَبْخَلُ بِعلْمٍ فيهِ نَفْعٌ
فَنَفْعُ النّاسِ بالمُجْدي جَميلُ
ألا عُدْ يا أُخَيَّ إلى الصّوابِ
وكنْ قَلَماً أغارَ على الكِتابِ
فَإقْرأْ أمْرُ خالِقِنا وهَدْيٌٌ
بِهِ الأذْهانُ تَفْلحُ في الشّبابِ
يزيدُ بهِ الطُّموحُ هُدىً ورُشْداً
وغيثُ اللهِ يُشْحَنُ في السّحابِ
ومنْ سألَ الفلاحَ بِغيْرِ عِلْمٍ
أضاعَ العُمْرَ يَحْلُمُ بالسّرابِ
فَكُنْ في زَحْمَةِ الدُّنْيا لبيباً
وَعُدْ بالمُفْرَداتِ إلى الصّوابِ
وَجَدتُ الشّعْرَ في خلدي شُعورا
يُجَدّدُ في تَفَكُّرِنا الأُمورا
تُطِلُّ بهِ العُقولُ على اجْتِهادٍ
تَعَطَّرَ بالنُّهى فَبَنى الجُسورا
تَسيرُ بهِ المُيولُ إلى حُقولِ
بها الأزْهارُ أبْهَجَتِ الطُّيورا
فَغَرِّدْ يا أبا الحَسُّونِ غَرِّدْ
وحَرِّكْ في ضَمائِرِنا الشُّعورا
فنَحنُ اليَوْمَ خَلْخَلنا التّدنّي
بِعاصِفَةٍ فَخَرَّبَتِ السُّطورا
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق