مهد الحنين
بقلم د حفيظة مهني
_________________
لا تهز مهد الحنين إن غفت جراح الهوى
فالشوق سيف يدمي الفؤاد فمن يداويه
أكرمنا الحزن فطاب له المقام والخوى
فتدانى البعد بيننا إذ صاعه برحلنا نبقيه
عشقنا من نظرة ونحن ما ارتقبنا الجوى
فعصى القلب نبضه والحب أنقى ما فيه
سلطانه يأمر و ينهي بكفه علتي والدواء
أخضع لحكمه مادامت روحي من جواريه
حاصرتني جيوشه بين أسوار النوى
ركضت نحو التناسي و التذكار يحييه
منديلي بين ثناياه دمع من الصد ارتوى
فألجم دمع الشوق و ليكن صدرك ملاقيه
فإن طرقت بابك مواجع السهد و الهوى
فلملم شتاتي ولا تسل القلب. ما يبكيه
خمر عشقك بعناقيد دواليٌ قد استوى
زدني سكرا أيها الساقي فصحوة القلب ترديه
سائرة أشواقي بخطاها نحوك ذاك ما أرى
تسأل الوصل و لا غير وصلكم نبغيه
كم يحلو لي عناقك إن مددته أمام الملأ
و رويت زرعي من غيث رضابك فتحييه
أشتاق لتمتمات صوت خالية من الأنا
تمشط شعري و حرف قصيدي تغنيه
فكن لي فنجان قهوة إن نكرني قلبه وغوى
و كن حرف عشق يراقص مري فيحليه
فينام الحب كأمنية على وسائد المنى
فإن لاح الفجر ضياء الصبح يأويه
فلنكتب على أغصان الشجر معصية الهوى
إن يبس الغصن النار تحرق معاصيه
إني يمامة تأنس قبسك يا عود السنا
ترخي جناح الوله و تذلله لعاشقيه
رسيت على شطآنك من بين كل الورى
فضل السهاد موانئ لحظي و مآقيه
يغفو دمعي على خد النعمان حوى
يشكو وجع البين و حر مجافيه
تاهت قوافل العزيز عن يوسفها
فما برأ الفؤاد و ما ارتدت بصائر محبيه
اجعلني محراباً و رتل بمآذني آيات الهوى
لا الصفح عن ذنبي أرقبه ولا الغفران أبغيه
أنا المعذب بجرم العشق وقد لواني النوى
ليتنا نطوي الجفا بيننا و باللقا نشقيه
كيف يبيت طيفك يحاورني ياحسن اللمى
ويلقي بمسمعي الأماني و الأمل يجاريه
يا من شقينا بمحبتهم ونخ القلب و اكتوى
فذنب غرامك دونته بالجبين فلست أخفيه
قد غطى شيبي خطايا العشق ولصباك انحنى
فليس كل عشق محرم إذ بالحلال نجزيه
اقترب مني واجعل ميثاق الشرع بيننا
فالعمر مضى و أنت تحتسي مر البعد بلياليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق