الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

كم أشتهي النسيان بقلم محمد آبو ياسين

كم أشتهي النسيان
أريد أن أرتاح برهة من الزمان
أن أغمض عيوني و تهدأ الأجفان 
و أن أنام كطفلٍ صغير 
و أشعر بالدفء و الأمان 
تنتابني موجات من الضجيج 
و ضوضاء تخترق أصواتها الجدران
يخرس من هول صداها اللسان
تصمُّ من وقعِ قَرْقَعتِها الآَذَان
و ريح صَرْصَرٌ عاتيةٌ
تقذِفُ سفينة الحلم الوردي 
 تكسرها على صخور شاطئ الأحزان
ترمي شظايا بقايا من آمالنا
تُحرِقُها تَحْتَ الماء بالنَّارِ كالبركان 
و القلبُ يصرخُ مهشّمَ الوِجدان
أ يا سحابة السّعادة أمْطِرِي
هيّا اسْكُبِي فرحًا يغسِلُ الأدرانْ
و عطِّري حياتنا بالأُقحُوَان
هيا أنثُرِي على رؤوسنا مسكًا و زعفران 
و أنت يا شمس المحبّةِ
تعالي و أشرقي على وجوهنا 
و أرسمي وردا خجولا على وجناتنا 
بأجمل الألوان 
و لتهدأ العواصف الكامنة في صدورنا 
يحل مكانها الهدوء و السلام 
و يرجع الخصب إلى مراعينا 
و ينبت على أطراف أصابعنا 
الزيتون و النخيل و الرمان 
و نمسح ذكرياتنا الحزينة من عقولنا 
نطردها إلى الأبد تغادر المكان 
بلا رجوع تذهب و تدخل طي النسيان 
كأنها كانت ذات يوم زوبعةً في فنجان 
✍️محمد آبو ياسين /تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...