أنْعِمْ بِهِ نَشْري،وَبي مِنْ ناشِرِ
في عَصرِ بُؤْسٍ لايَدينُ لشاعِرِ
كَمْ طالَعَتْ عَيْناي مِنْ صُوَرٍ لَهُمْ
ومُذَكَّراتٍ في الهَزيعٍ الآخِرِ
الشُّرفَتانِ على الصَّباحِ،وفي مَساءِ
الخَربَشاتِ على سُطورِ دَفاتِري
وَالذِّكْرَياتُ،وعَهْدُ قُربِهِمِ الَّذي
وَلَّى،وَأُمْنِيَةٌ تُواسي حاضِري
فَمَدارُ تَفْكيري عَلَيْهِمْ دائِرٌ
في مُنْحَنى ظَنِّي الخَفِيِّ الدَّائِري
يارَوْعَةَ الماضي الجَّميلِ بِقُرِْبِهمْ
مازِلْتُ أحمِلُ نَشْرَها في خاطِري
يانَفْسُ صَبْراً،واتَّقي رَبَّ الوَرى
فالفَوُز جائزةُ العُبَيدِ الصّابرِ
مَرَّ الزَّمانُ،ولمْ يُساعِفْني إلى
صُدَفِ الوُصولِ أو اللقاءِ العابرِ
لكِنَّ ذاكِرَةَ الهُوى لاتَنْثَني
عَنْ أنْ تَلُمَّ شَتَاتَ عَهْدِ غابِرِ
فَتَراهُمُ في أُفْقِ خُلْوَتِها رُؤى
أو في الغمامِ،أو السَّحابِ العابرِ
كانوا يُجيدونَ الكَلامَ،وظلَّ صَمْتي
لايَزولُ عَنِ الشُّرودِ الحائِرِ
كانُوا يُحُبُّونَ الصَّباحَ، وكُنْتُ مِنْ
عُشَّاقِ لَيْلٍ مْدجِرٍ أوْ ماطِرِ
وَهُمُ انْسِيابُ الماءِ في غُدْرانهِ
وأنا كَمَوْجِ الأطْلََسيِّ الهادِرِ
وَإِنِ اخْتَلَفْنا في الرُّؤى،فَأحِبَّتي
مِنِّي؛كأَيْكٍ مِنْ تأَلُّفِ طائِرِ
يالَيْتَهُمْ لمْ يَرحَلوا أبَداً إلى
بَلَدٍ قَصَيٍّ عَنْ خُطايَ،وناظِري
لمْ أَجْنِ مالاً وارِثاً ،لَكِنَّما
أَدَباً رَفيعاً كابِراً عَنْ كابِرِ
مَنْ ذا يُضاهِيني ،وَيَرْقى سامِقاً
سَاناهُ آنَ الليلُ عَزْفُ مَزامِري ؟
ياعائِباً شِعْري،سَتُدرِكُ تالِياً
أَنِّي لَأَسْمى مِنْ غُثاءِ الهاذِرِ
وَنَصيحَتي:..صَمْتَينِ حِيْنَ يَراعَتي
تَسْمو بِأنْظامي العُلا..بِتَوَاتُرِ
والخَيْرُ أجْدى ما يَفُوْهُ بِهِ امْرُؤٌ
لا يَلْتَقي مِنِّي بِسَمْعٍ نافِرِ
أنا واضِحٌ كالشَّمْسِ في رَأَدِ الضُّحى
تُدْرى خَفايا باطِني مِنْ ظاهِري
مانالَ مِنْ شَأْني اجْتِماعُ حَواسِدٍ
ضِدِّي،وكَيْدُ المُغْرِضينَ الغادِرِ
بقلمي:سلوم العيسى ٢٠٢٢/١١/٢٣ م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق