على قدْرِ المُنى
لماذا نحنُ في وطني نَخافُ
لِما الإقدامُ أخْــمَدَهُ الضّـــعافُ
ألسْنا قادرينَ على التّصدّي
أمِ الأمطارُ صــادرَها الجـفافُ
فقدْنا العـــــزْمَ والإقدامَ لمّا
تزايدَ في مواطـــننا الخِــرافُ
وما شبعتْ ذئابُ الإنسِ منّا
لأنّ النّاسَ في وطــني تخافُ
وهذا حالُ أهلي في بلادي
عليهمْ بالأسى وُضِـــعَ الغـــــلافُ
سَنبْقى في الحضيضِ إلى الأبدْ
إذا لمْ نَسْــــتعِدْ هذا البـــلدْ
لقد نهَبوهُ نهباً مُسْتطيراً
ولمْ يسلمْ مِنَ العــدْوى أحدْ
كأنّ عُقولَنا عَنّا تخلّتْ
فزادتْ في مواطــننا العُــــقَدْ
وشاءَتْ أن نظلّ بلا مصيرٍ
بأمرِ الحاكمـــينَ بلا ســـــندْْ
فتبّاً للشّعوبِ إذا اسْتُهينتْ
وطأْطــــأتِ الرّؤوسَ إلى الأبدْ
تعَسْكرتِ البوادي والحواضرْ
وفي أوساطنــا زرَعوا النّواطرْ
نُراقَبُ في النّهار وفي اللّيالي
بأجْهزةٍ تُغيرُ على المــــــــنابرْ
تشمْشِمُ بالتّجسُّسِ كلّ يومٍ
وتبحثُ في البيوتِ عنِ السّرائرْ
وبالإرْهابِ يُتّهمُ الضّحايا
فتُعتقَلُ الضّــمائرُ في المـخافرْ
وهذا النّهجُ شرٌّ مُسْتَطيرٌ
سينشرُ عندنا كلّ المــخاطرْ
على قدر المُنى تأتي العزائمْ
فتُنْجِبُ في ضــــمائرنا المكارمْ
ونحيا كالطّبيعةِ منْ جديدٍ
إذا نحنُ اسْتـــــجبْنا للعزائمْ
وأمّا إن قَبِلنا بالتّـــــــخلّي
سنُعْصَرُ بالتّـــسلّطِ والمــــظالمْ
حراكُ الشّعبِ حلٌّ للقضايا
إذا شِئْنا الخلاصَ منَ الهــــزائمْ
فكنْ عَوْناً على التّغييرِ حتّى
نُزيلَ منَ الورى جَشـــعَ الولائمْ
تضاعفَ في مواطننا الطّليحُ
فوجْهُ الأرض مُـــــــــغبرّ قبيحُ
أنوحُ على البلاد ومنْ عليها
وجفْـــــني بعْد أحْــــــبابي قريحُ
بكتْ عَيني وحقّ لها التّباكي
وفي الأوطان ضاقَ بي الفسيحُ
تغيّرتِ البلادُ ومنْ علـــــيها
فشاع الخُبْثُ والعـــملُ الطّليحُ
وما زالتْ مواطــننا تُعاني
وتحْتَ الرّغوةِ اللّبنُ الصّـــريحُ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق