يتحسس المجهول منتظرا أن تتحول عصاه إلى طاقة تدفعه
إلى الإبحار في عالم السماء وإكتشاف ذلك المجهول وطبيعته وحقيقته معتقدا في ذاته أن ذلك المجهول حقيقة ومؤمنا في نفس الوقت بأن حقيقته خيال فأخلد إلى عصاه ونطق كلمة أعطيت إياه مغادرا أرضا بها عصاة وسار بطريقة منحنية في سلم دائري بيضاوي ينعطف بجاذبيته الذاتية في الفضاء الكوني متناسيا الواقع وحقائقه يداعبه شوق المعرفة وفضول نجابتها فإذا بعصاه تلامس أشعة غلب عليها بياضها وسط ديجور عظيم يهابها فتحولت عصاه الى طاقة عظيمة دفعته إلى خارج الظلام إلى كوكب متلألأ وكأنه يستقي نوره من جنة بجواره وأحجاره كأنهن الياقوت يسبحن في خضم نور عظيم سمق والتصق بهذه الجنة وإذا به يلاصق حجر من أحجار هذا الكوكب فيسبح به في أعماق ذلك النور وإذا بصوت عصاه يغمغم بكلمات رددها لسانه بطلاقة وإذا بصوت جلجال يصدر من هذه الجنة ناداه أن هلم الينا فدفعه فضول خياله أن يستجيب وإذا بالحجر الملاصق له يكامع أقرانه ويترك صاحب العصا وعصاه فينزوي للخيال طريق فيسير فيه لبرهات قصيرة فوجد نفسه في تلك الجنة وشجرها منيف وثمرها حصيف والسير فيها لا نصب فيه فإذا بطائر أصير أصابه الكرى فجلس الخيال بجواره وعصاه تتمتم بكلمات ايقظت ذلك الطائر الأصير من ثباته الوبيل من أنت فأجابه أنا الخيال من أين أنت أيها الخيال من الأرض كيف أهناك أرض أخرى فأجابه الخيال أوهذه التي نحن عليها أرض فإذا بالطائر الأصير يقول نعم إنها الأرض النورانية فأنتفض الخيال بعصاه ومن يسكنها فأشار الطائر إلى الشمال فأذا بطير كراديم ترائبهن خضر يتمتمن بكلمات جميلة تبعث في النفس السكينة فتوجه نحوهن الخيال بصحبة الطائر الأصير فاخبرهن الطائر الأصير بقصة صاحبه وأرضه الأخرى فأصبتهن غبطة كبيرة وأشاروا إلى الخيال أن ألزم هذا النفق فأنه تجويف أرضك فوقف الخيال على فوهة النفق فأصابه ذهول عندما رأى الصخور المشعة داخل النفق فسار الخيال داخل النفق وعصاه تلازمه فإذا به في تجويف عظيم كأنه باطن الأرض فأذا بنباتات أستوائية افانينها طيبة تظهر أمامه وأقوام ملامحهم كأنهم بشر وصخور تشع نور فأكمل المسير حتي خرج من فوهة فإذا به على أرضه التي كان قد تركها فأصابه ذهول وكأنه في خيال وتذكر الأرض النورانية وما بها من جمال والطائر الأصير وشكله المثير والطيور الكراديم وما ترتله من ترانيم فسبح للإله العظيم ،،
كلمات وبقلم/ علاء فتحي همام ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق