الخميس، 14 نوفمبر 2024

متى أستفِيقُ بقلم صلاح الدين السادة

الكاتب / صلاح الدين السادة - السودان 

متى أستفِيقُ ؟ 

أيا حبيبتي هدهد 
أتسمَعِنَنِي؟ 
أتسمَعُ دقاتُ قلبي ونبضتُها ؟ 
أتسمَعُ مناجأة روحي 
وصوتي الداخلي؟! 
أتقرئِين عيوني وحدقاتي 
ونظراتي؟ 
أتستطعينَ لمس شفتايَّ
وخِدَيّ؟ 
أتُودِينَ الهمسَ لأُذنِي وفؤادي؟ 
أتُتْقِنينَ العبث بمشاعري وكياني؟ 
أتدرين كيف تستبيح قلبي 
وتِحتَلُها ؟! 
حسناً سأخبرك بكلِ بساطة ؛ 
تَلفَهِي بتلك الثياب التي رأيتُكِ
بها في أولِ مرة .. 
وبذاتِ الإبتسامة التي قَتَلَتْنِي 
ثم دمَرَتْني .. 
تَزَينِي بالزيتون التي تُضْفِي
لسُمرَتُكِ نضارةً وجمالة 
ولهويتُكِ ثقةً واعترافاً وقبولة
تَطَيّبي من العطور 
ما شئتِ إلا الصندل.. فإنها لأم 
التيمان .. 
ولكني أنصَحُكِ
إن أردتِ سَلامَتي ؛ 
فلا تحدِقينَّ إليّ بذات النظرة الأولى 
التي رمَتْنِي وجَرَّني إليكِ .. 
تلك النظرة التي كلفتني 
ثلاثمائة وستون يوماً إلاّ عشرة 
لكي أستفِيق وأنهض من 
غمرتي .. 
ثم لم أتوبُ بعد غفوتي العميقة.. 
حين راودتني تلك الفكرة المجنونة 
فقبلتُكِ من خلف شاشة هاتفي 
فثَمِلتُ عاماً آخر 
كأنني إحتسيتُ قِنينة كاملة 
من الخمر المُعتق 
ثم لم أتوب .. فصحوتُ وأنا 
أبوحُ باسمكِ 
يا هدهد يا هدهد يا هدهد 
فأخذني روووووحي 
إلى حيث يُوجدُ فؤادك ِ
فضَمَمْتُك بصمت.. وإرتحتَ 
ولِطيبة أهلي 
ساقوني إلى الشيخ 
فقال : إنه مجنونٌ عاقل
مسّه مرض العشق وهوس الحب
وأوصاهم إلى حيث أُريدُ
فثَمِلتُ مرةً أخرى، وأقسمتُ أن 
لا أستفِيقّ بدونكِ 
ألاّ أفيقُ حتى تُمسِكينَ بِيَدايّ
حتى تقولينَ 
السادة حبيبي وعمري وحياتي 
حتى تبتسِمينَ لي 
بإبتسامَتك الأولى وبتلك الإغراء 
حتى أجِدُ في عينيكِ
مُدُنِي وأشيائِي .. رغباتي ووطني 
سأستفيقُ ولكن ؛ 
بعد أن يتحرر الأرض من الفساد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صلوات النبي بقلم عبدالرحيم العسال

صلوات النبي ( صلى الله عليه وسلم)  ========== وهممت أكتب حاجتي فوجدت أقلامي دنت والحرف مني سائر نحو السطور بلا عنت ووجدتها قد سطرت نورا تلأل...