جدار الصمت
كلها كلمات رسمت متناثرة
بغبار زمن ولى دون رجعة
مسرعة مرصعة لأعوام خلت
يمحوها صدق الذين مروا من هنا
شبعوا التسويف والضلال الممزق
برغيف خبر أطبق عليهم الصمت
خلد كل واحد منهم ألف عام أو يزيد
في محطات الخذلان والتيه والتمزق
يحسن بعضهم الحكمة وينتظر غدا
كل المواعيد تشابهت وتآكلت من تكرار
ألف نفس الوجود المعمدة بأنواع الأديان
والألوان الجميلة على طقوس الخضوع
تتجول في أزقة المعابد الجديدة
تحتضر مرارا لتتعمد الوجوه والطقوس
كل قديم تجدد في ثوب أبيض ناصع
المعطر بالكافور وأنواع المسك المقلد
لا بكاء بعدي اليوم تلك صور مستاءة
من رجولة ضائعة ومن لعب المتحول
لا تكلمني عن تلك المثل المعلقة
في لافتة مهربة من أوطان النخاسة
أغلقوا القلوب الرحبة في وجوهنا
وتربع اللئيم على مقاليد القبائل
جلست أراقب الحبيبة وهي تعلق
آخر رسالة بللتها دموع الغياب
لم تعد فرضيات الأمس تملي جوابا
على منوال التتار يسيرون كالسيل
بكى الحجر والشجر وحجز آخر تذكرة
وأشعلت آخر سيجارة على عتبة اليأس
من علمك تجفيف المواعيد المعلقة
على خيط الغسيل كأنه جلس يراود
جمال يفقد عذريته بالخطب الملونة
حيث تتجمع أركان الخطيئة الهادئة
على بقايا جثتي المطروحة ثمثالا
على منضدة الزائرين في عطل الصيف
بقلمي : البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق