هذا هو الجبان
عبد خلف حمَّادة
™™™™™™™™™™™™™™™
إنَّ الجبانَ إذا الكلابُ تنابحتٔ
حَسِبَ الغزاةَ إلى المدينةِ هرولوا
فتراهُ يرجفُ راعداً من خوفهِِ
ويجرُّ أطرافَ اللحافِ و يركلُ
و إذا نظرتَ إلى السريرِ وجدتهُ
غرقانَ بالماءِ الكريهةِ يهطلُ
وَ يُتِمُ إسدالِ الستائرِ كلها
و بدارهِ كلُّ المنافذِ يقفلُ
لا كوةً للضوءِ أبقى والهوا
و الكهرباءُ من المنابعِ يفصلُ
وَ يَكَمُّ أفواهَ الجميعِ بقربهِ
لا صوتَ يصدرُ أو مريضٌ يسعلُ
رغم الضما و برغمِ شدةِ جوعهِ
فالماءُ وَ اللُّقَمُ اللذيذةُ حنظلُ
فالنومُ فارقهُ و أوحشَ جفنهُ
إنْ صَرَّ صرصورٌ -لعمركَ- يجفلُ
وإذا الحديثُ عن الشجاعةِ والوغى
فلهُ لسانٌ لا يزالُ يجلجلُ
فهو الهِزَبْرُ ولا يشقُّ غبارهُ
مَن مثلهُ عند النزالِ،مهلهلُ
إن جنَّ ليلٌ لا يُجَاوزُ أرنباً
و يقودهُ الطفلُ الصغيرُ يُبَوِّلُ
™™™™™™™™™™™™™™™
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمَّادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق