الأحد، 1 ديسمبر 2024

أم محفوظ بهلول البربري بقلم رضا الحسيني ( 4 )

.. أم محفوظ بهلول البربري .. رواية / رضا الحسيني ( 4 )
ظل محفوظ خلال سنواته الأولى قبل دخوله المدرسة الطفل الشقي الخارج عن أي سيطرة ، وظلت أمه عزيزة تجاهد كثيرا كي تبعده عن عقاب أبوه زغلول الذي يظل حتى منتصف الليل لايعرف أين هذا الولد الشقي
ولم تقتصر شقاوة محفوظ عند غيابه عن البيت لوقت متأخر ، بل وصل الأمر لعبثه بأشياء خطرة بالبيت أكثر من مرة مثل تناوله
( البُطاس ) هذه المادة الحارقة التي تستخدمها أمه في غسيل الملابس البيضاء لضمان نظافتها وهي تغليها
حتى عندما أخذته أمه للمستشفى لإجراء جراحة عاجلة له بسن السابعة ، وقتها كان يُغافل الممرضات ويترك المستشفى ليلعب بالشارع القريب ، وكلما ذهبت عزيزة للبيت ثم تعود لا تجده بسريره ولا في المكان كله
وظلت شقاوة محفوظ ترافقه في سنوات عمره المتلاحقة ، ولكن بذات الوقت ظل أيضا يسير في دراسته بالشكل المدهش ، حتى وصل للجامعة ، وظل محفوظ خلال كل تصرفاته يتذكر كلام أمه عزيزة معه وهو مايزال بسن التاسعة :
_ عارف يامحفوظ نفسي في إيه منك ؟
_ نفسك في إيه ياماما قولي وأنا أعمله عشانك ؟
_ نفسي أشوفك في الجامعة وناجح ، كل ولاد إخواتي دخلوا الجامعة ، أملي فيك كبير أوي ياحبيبي
_ وأنا بوعدك ياماما أحققلك أمنيتك دي بس بشرط
_ هههههه شرط إيه بقى ؟ قول شرطك ياسيدي
_ عاوز عجلة ، كل العيلة عندهم عجلة إلا إحنا
_ هههههههه بس كده ، ليك عندي عجلة بس أنت وريني شطارتك
ظل هذا الحوار عالقا بذهن محفوظ دائما ولايفارقه ، يلعب ويخوض المغامرات العجيبة طيلة الوقت ولكن لايفرط في دراسته وواجباته ، بل كان كثيرا مايتفوق وينافس زملاءه بالفصل على المراكز الأولى ، وكانت عزيزة بذات الوقت تحاول مساعدته كلما عاقبه أبوه مساء كل ليلة بسبب شقاوته ، فكانت تتسلل بعد أن ينام أبوه لتأتي له بالطعام ، فهي تعرف كم يحب ابنها الطعام بشكل كبير
_ إيه ده يا ماما ؟
_ ده عشاك أنا خبيته من أبوك عشانك
_ بس أنا لي كمان الغدا بتاعي ، أنا عاوز الغدا والعشا وفين فطاري اللي خرجت قبل ما أخده
ولأنها كانت تعرف أنه سيفعل ذلك فقد جهزت له طبق فيه الفطار و الغداء مثل إخوته ، فهذا محفوظ ابنها الغالي الذي سيحقق لها أمنيتها الكبرى بدخوله للجامعة كما وعدها
.. وغدا نعود مع ( أم محفوظ بهلول البربري 5 )
@إشارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...