الأحد، 22 ديسمبر 2024

السِّكِّيرُ بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

السِّكِّيرُ ... (من وحي تفشّي ظاهرة السُّكر في المجتمعات العربيّة)
لَـدَيَّ جَارٌ بِشُـرْبِ الخَمْـرِ مَمْحُـونُ
فَلَيْس يَضْبـطُه في السُّكـْرِ قَانُـونُ
تَرَاهُ، إِنْ أَفْرَغَ "القَرْعَاتِ"(1)، مُنْتَـفِخًا
كَأَنَّ بَطْنَـهُ، بَعْـدَ الشُّرْبِ، "بَـالُونُ(2)"
وَالـوَجْهُ أَحْـمَـرُ والـرِّجْلَانِ مِنْ ثِقَلٍ
قُـيِّدَتَـا، وصَـدِيقُ الأَمْسِ مَـلْـعُـونُ
يَـرَى الجِـدَارَ كَـبَحْرٍ، عِنْـدَ نَشْوَتِهِ
أَمَّا لَدى السُّـكْرِ، فالصَّرَّارُ "كَمْيُونُ"(3)
أَمَّـا اللِّسَانُ ، فَـمَـا عَادَتْ فَصَاحَتُه
إِلاَّ كـمَا يَنْطِقُ "النِّـسْطَاسَ" لَسُّونُ(4)"
الـجِـسْمُ يَنْـحَازُ مِنْ رُكْـنٍ إِلَى رَكَنٍ
والشَّوْكُ، مِنْ سُكْرِهِ، وَرْدٌ و"يَسْمِينُ"
والـجَيْبُ أَفْرَغُ مِنْ بَيْتٍ بِهِ بَـقِـيَتْ
بِـنْـتٌ وزَوْجٌ وأَطْـــفَــالٌ مَـغَــابِــيـنُ.
مِسْكِـينَـةٌ مَـرْأَةٌ قَـدْ عَـلَّـقَت أَمَلاً
بِمِـثْلِ هَـذَا، وأطـفَالٌ مَسَاكِـينُ ...
"القَرْعَاتِ"(1) : القَوَارير.
"بَـالُونُ(2)": نُفَّاخة.
"كَمْيُونُ"(3) : شاحنة ثقيلة.
" لَسُّونُ(4)": مَن لا يستطيع نطق السِّين. (بالعامّيّة التّونسيّة)
حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)
خواطر : ديوان الجدّ والهزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...