الخميس، 5 ديسمبر 2024

أفتّشُ في البلاغةِ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

أفتّشُ في البلاغةِ

أبى قلمي الرّضوخَ إلى الضّباعِ
وقرّرَ أن يظلّ من السّباعِ
تأبّط أحْرُفَ الإبْداع نــــــــظْماً
فأشرقَ بالبيانِ وبالشّعـاعِ
وأقْسمَ أنْ يُناضِلَ في بلادٍ
بها الإفسادُ عرْبدَ في الطّبــــاعِ
يلاحِقُهُ الذين طغوْا علينا
ويأبى الصّمْتَ في وجْهِ الرّعاعِ
فهلْ خُبِّرْتَ عنّي في عِنادي
أُنازِلُ كالفرزْدقِ باليـــراعِ
                                 
سأرْجمُ بالبيانِ المارقينا
ومن باعوا المـــبادئَ أجمعينا
سأكشفُ عوْرة الأوغاد كشفاً
يُبيّنُ خُبْثَهُمْ في العــــالمينا
فهمْ نهبوا بلادي واستبدّوا
وهمْ بِفسادهم نقَــــضوا اليمينا
ألم ترَ كيفَ أصبحنا قطيعاً
نُقادُ إلى النّوائبِ مُهْطِــــــعينا
يسيرُ بنا الكسادُ إلى مصيرٍ
به العدْوى ستُؤْذي المُسلمينا
                                 
قبيحٌ أنْ نعيشَ على الفسادِ
وذكرُ الله يأمرُ بالرّشـــــــــادِ
نُمارسُ في القذارةِ كلّ فعلٍ
ونُفــــسدُ بالكلامِ وبالأيادي
كأنّ ثقافة الإفْسادِ فينا
أغارتْ بالـــتّلاعبِ في بلادي
فحوّلتِ النّفوسَ إلى سرابٍ
وحوّلتِ العقولَ إلى جمـــــادِ
وهانَ فما أُبالي بالمآسي
لأنّي ما استفدتُ منِ اجْتهـادي
                            
أتوق إلى الشَّهادَةِ في نِضالي
وأطمحُ أن يُؤازرَني خيالي
فديْتُ برغْبتي مالي ونفْسي
لأفلحَ في مُواصلة الــــنّزالِ
وكنتُ مُتيّماً بغرامِ نظْـــــــمٍ
أُجالسُهُ النّــــهارَ مع اللّيالي
أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ
يشخّصُ منْطقي عند السّجالِ
بأرضٍ كلُّ ساكنها غريبٌ
تعيسُ الحظّ مُتّــــسخُ الفعالِ
                               
ألا أبلغْ سماسرة المَلاهي
بأنّ الغدرَ يُنســـبُ للذّئابِ
وإنّي قد لقيتَ الخُبْثَ فينا
تفشّى في الضّمائرِ بِالخَرابِ
نبيعُ نفوسَنا بيعاً رخيصاً
ونكرهُ ما يدلُّ على الصّواب
وهذا في الحقيقة سوءُ حالٍ
وعيشٌ ساقطٌ مثل الكــلابِ
رمانا الدّهر بالأرْزاء حتّي 
غرقْنا في المفاسدِ كالذّبابِ
                               
يراعي في يدي قلمٌ مبينُ
ونظمه في الرّؤى نظمٌ متين
أبوحُ إليه بالنّجوى فيصْحو
وإنّهُ في يدي قلمٌ أمــــــينُ
فصرت إذا أصابتني خطوبٌ
أتيتُ إليه يطْلبني الحنينُ
رحيقٌ مثلُ عطْر الزّهر فيه
وفي كفّي بأحــــرفه يَلينُ
يراعٌ منهُ غيثُ الفكر يأتي
وَحِبرُهُ بالمعارفِ يسْتَبينُ

محمد الدبلي الفاطمي













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...