عبد خلف حمَّادة
-----------------------------------
في ليلةٍ الأمسِ قرعُ البابِ أيقظني
و نومةُ الكهلِ يا إخوانُ خِلْساتُ
فكانَ في البابِ قومٌ كنتُ أحذرهمْ
بل إنَّ مَقْدمهم عندي مُلِمَّاتُ
في حين غِرِّة جاؤوا دون موعدةٍ
حاولتُ صرفهمُ لكنهمْ فاتوا
يا سادةَ الخيرِ عُذْراً عن زيارتكم
تأخرَّ الوقتُ،أهلُ البيتِ أشتاتُ
فقال:أكبرهم،بل أنتَ غايتنا
ما شأنُ أهليكَ،مافي الأمرُ حِيْلاتُ
ما أجلف القوم،دَبَّتْ فيَّ خيفتهم
شلّوا اللسانُ فلا تأتي المسبَّاتُ
ما كنتُ أعرفهم،لكنَّ سحنتهمْ
أمثالها بَصُرَتْ،عَيْنَيَّ مَرَّاتُ
لا نسألُ الضيفَ في عاداتنا أبداً
لكنهم بدأوا فالجمعُ لتَّاتُ
وهم وقوفٌ حكوا أسماءهمْ عجباً
الخوفُ والعجزُ والإفلاسُ ثالثهم
والشيبُ رابعهم،والسُّقمُ عِلَّاتُ
ضاق المكانُ بهم،فأين أُجْلسهمْ
فالدارُ خاويةٌ،وخمسةٌ باتوا بسرعةٍ فهموا مادارَ في خَلَدِي
فطوَّحوني،وألقوني (الفُتُوَّات)
فواحدٌ أسفاً في الرأسِ مَجْلسهُ
أضاعَ حكمتَهُ،والكُبْرُ عيباتُ
وآخرٌ تَخِذَ الأطراف مِقْعَدَةً
كالعود أيبسها،من أين تقتاتُ
وثالثُ انغرست في الجسمِ شوكتهُ
في كلِّ أُنملةٍ هُناكَ حيَّاتُ
والرابعُ الخوف في الأعصابِ رعدتهُ
يظلُّ ينخزها،والخوفُ إِبْرَاتُ
و قائدُ الجيشِ فقرٌ جاثمٌ معها
سدَّ المنافسَ،لا تُجدي المحاباةُ
مَنْ كانت الخمسةُ الرعناءُ تركبهُ
فمثلهُ قسماً في الناسِ أمواتُ
بالسوطِ تجلدهُ جَلْدَ امرِىءِ اقترفتْ
يداهُ فاحشةً،والرِّجْلُ آفاتُ
-----------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق