عبد خلف حمَّادة
**********************
اللَّهُ أكبرُ هذا يومُ زَفَّتِهَا
أمِّي الشآمُ،ويومُ العرسِ مشهودُ
نصرٌ مؤزرُ هذا يومُ فرحتِنا
طابَ الحِداءُ،و صوتُ النصرِ تمجيدُ
فاضُ السرورُ بِنا كأنَّ واحدَنَا
سيلٌ من البِشْرِ،إنَّ الكلَّ مَسعودُ
هبَّ النسيمُ على روحي فأنعشها
و كنتُ مَيْتَاً فأحيتني الزغاريدُ
صوتُ الطبولِ التي مرَّتْ على جَدَثِي
زَفَّتْ لأعْظمهِ،بشائرَ العيدُ
وَقْعُ السنابكِ،والتكبيرُ يصحبهُ
قد شَنَّفَ السمعَ،فلتحيا الصناديدُ
بالنصرِ ترفلُ خيلُ اللهِ قادمةً
فرَّ الظلومُ وخابَ اليومَ رعديدُ
خمسونَ عاماً مضتْ،كانتْ مُحملةً
قهراً وجوعاً،يسوسُ الشعبُ عِربيدُ
خمسونَ عاماً وما لانتْ عزائمنا
قد ملَّنا الصبرُ،والإصرارُ موجودُ
خمسونَ عاماً و طعمُ الموتِ في فَمِنَا
والسيفُ يَقْصُلُنَا،فكلُّنا صَيْدُ
خمسونَ عاماً و أَحْيَانَا تُنَاهِشُهُمْ
كلابُ ضاريةٌ،والقيدُ مصفودُ
خمسونَ عاماً و رعبٌ جاثمٌ أبداً
كالخبزِ يطعمهُ للناسِ نمرودُ
فالزوجُ يخشى مع الجلَّادِ زوجتهُ
والجارُ جارتهُ،في خَلِّهِم دُوْدُ
حتى الجدارُ غدا جاسوس نحسبهُ
في كفِّهِ قلمٌ لو كان جلمودُ
إنَّ التقاريرَ أَمْوَاساً مُشَرَّعةٌ
فوقَ الرِّقابِ لها شَحْذٌ و تحشيدُ
عَشْرٌ وأربعُ ما داست لهم قدمٌ
أرضَ الشآمِ،فدربُ الشامِ مسدودُ
مخافةُ الفيش،بعدَ الفيش أفرعُهُم
قد أَقَصَتْ الناسِ،كم ضاعت فراهيد(:جمع فرهود،غلام حسن)
عهدُ الطغاةِ مضى والخيرُ تحملهُ
بعدَ العذابِِ لنا شُمٌّ أجاويدُ
تقوى الإلهِ سلاحٌ لا يفارقهم
لأجل عزتنا هذي البواريدُ
قد عادتْ الشامُ بعدَ الفتحِ زاهيةً
بُعَيْدَ قَحْلَتِها قد أورقَ العودُ
فالمرجةُ اليومَ ثوبُ الغار كلَّلها
في الغوطةِ ارتفعتْ أحلى الأناشيدُ
**********************
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمَّادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق