بعد هذا الموقف تشجع محفوظ وبدأ يعلن عن موهبته في كتابة الأشعار والقصص وهو بهذا السن الصغير ، وشعر وقتها أن القدر يعوضه عن ضياع أمله في موهبة لعب الكرة ، فمنحه القدر هذه الموهبة لتهدأ روحه وتسكن ، ولم يكن أحدا يتخيل أن محفوظ هذا الولد الشقي جدا تكون بداخله كل هذه الرقة والرومانسية والإحساس الناعم ، فتدفقت أشعاره حتى حانت أول لحظة يلقي فيها إحدى قصائده في احتفال خاص بالجمعية أمام الأساتذة والزملاء
خلال هذا العام كان الحزن الكبيربحياة محفوظ نبأ وفاة ابن خاله مصطفى ، حبيب محفوظ وحبيب كل عائلة الأم عزيزة ، ابن الثامنة عشر وكبير إخوته الثلاثة ، كانت هذه أول جنازة يشارك فيها محفوظ بعد أهم جنازتين قد عاشهما من قبل ، جنازة سيدة الغناء العربي وجنازة الزعيم جمال عبد الناصر حيث سار يومها محفوظ من بيته بالمعادي سيرا على الأقدام مع الآلاف حتى بيت عبد الناصر من خلال السير على قضبان المترو حتى محطة باب اللوق ولم يكن المترو يومها يعمل ككل شيء قد توقف تماما ، ولم يكن أحد من أسرة محفوظ يعرف أين اختفى الولد منذ السابعة صباحا وحتى العاشرة مساءا حيث عاد محفوظ أيضا سيرا على الأقدام وكان في عامه الحادي عشر ، أما جنازة ابن خاله الغالي مصطفى فهي كانت أول جنازة يعاصرها بعائلتي أمه وأبيه، كان مصطفى النموذج الذي يحب محفوظ أن يكون مثله، خفيف الظل نقي القلب شديد الذكاء متفوق دراسيا محبوب الجميع، يومها في هذه الجنازة عرف محفوظ كيف من الممكن أن ينهار إنسان تماما من الحزن والصدمة حين رأى زوجة خاله التي يحبها كثيرا ، وكأنما هذه الوفاة جاءت لتخبر محفوظ أن الموت يصيب الصغير أيضا وليس الكبير فقط
وغدا نستكمل مع محفوظ بهلول البربري19
قد تكون صورة شخص واحد وتحتوي على النص 'أم بهلول محفوظ طبهلولالبربري البربري (18) رواية رضا _الحسيني 知 نسخة من أحد كتبي لمن يثبت حضوره بتعليق جاد على كل حلقات الرواية'
عرض الرؤى والإعلانات
ترويج المنشور
أعجبني
تعليق
إرسال
مشاركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق