=========
في آخر العام قد تاهت أمانينا
واستفحل الداء فالإعياء يكفينا
وفارق الأهلَ محبوب لتربته
وأدمع القلب بالآهات تروينا
وما أضفنا إلى أيامنا فرحاً
لكن أضفنا من الأوجاع تلوينا
كأننا اللحم وسط النار تحرقنا
فإن هربنا فلفح النار يكوينا
في آخر العام كم لصٍّ سطا علناً
على الفقير وماأبقى له دينا
وداخل العام كم مصوا مشاشتنا
حتى شعرنا ببحر اليأس يغوينا
كم يهتفون وكم بالأمس قد هتفوا
حتى لبسنا ثياب الصمت تطمينا
علائق الموت مازالت بساحتنا
وسادة الموت كم ساروا بوادينا
تفاءل الشعبُ بالآتي فدهدهه
آتٍ من الغيب لم يرحم معانينا
عام من الظلم عنَّانا بطلَّته
مابين تاركنا أو بين غازينا
ويضحك الموت والدنيا بلا أمل
من الفقير الذي يمشي الحفا فينا
أما الغني فعين الله تحرسه
مازال يسرقنا دوماً ليعطينا
وكنت كالقش والأرياح تعصف بي
أحاول العيش لي تصفو ليالينا
فأحرقتني بنار الحزن حجتنا
وأصبح القهر في الدنيا عناوينا
لا الأرض تجمعنا فيها ولاسكن
وأمة الأرض بالأوصاب ترمينا
وآخر العام سهم الموت منتبه
يغتال حاضرنا من بعد ماضينا
نسائم الشوق للأموات تسحبنا
وخافق القلب ذكر المهد ينسينا
وضحكة المرء ميدان لنكبته
ونكبة المرء في الأوصاب تردينا
وكم نطرنا على جسر الهوى أمداً
من كان غادرنا والدمع يسبينا
فأي سعد ترى ياعام ننطره
وأنت أنت وما جاوزت تنفينا
يا أخر العام هذا الهم يذبحنا
وحوله خدم كانوا أهالينا
كم خاننا رجل كنا نقدسه
كم هز فرحتنا حتى غدت شينا
في غربتي وجع في بلدتي وجع
في صرختي ألم مازال يزرينا
لاشيء يسعدنا لاشيء يفرحنا
كل الذي عندنا صبر يعزينا
=========
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق