الثلاثاء، 7 يناير 2025

ابن عزيزة وعزُّوز بقلم رضا الحسيني

.. محفوظ بهلول البربري ..
.. { ابن عزيزة وعزُّوز } رواية / رضا الحسيني ( 24 )
.. { محفوظ في الثانوية العامة }
_ بس أنا مش هينفع أوزع الجوابات في منطقة بيعيش فيها حد من العيلة
_ اطمن يامحفوظ فيه منطقة مناسبة ليك بعيدة كتير عن هنا بآخر المعادي( دجلة والمعادي الجديدة )
_ أه فعلا ياصديقي دي مناسبة لي كتير
بالفعل ذهب محفوظ وقدم أوراقه وتمت الموافقة له ، وتدرب على التوزيع عمليا بهذه المنطقة مع زميل له قديم بمكتب بريد المعادي يدعى إبراهيم عبد العزيز وقد كان أيضا طالبا بكلية الألسن ولكن أكبر سنا من محفوظ وهو من سكان عرب المعادي ويتحدث الإنجليزية بطلاقة وكانت له صداقات عدة مع بعض سكان هذه المنطقة مما أبهر محفوظ
كان هذا العمل قد بدأ بالإجازة الصيفية بعد نجاحه بالصف الثاني الثانوي ، واستمر في عمله هذه بعدما بدأت الدراسة وهو بالصف الثالث الثانوي ( الثانوية العامة ) ، فكان محفوظ يذهب لعمله هذا بعدما يخرج من المدرسة ، بالمكتب يستلم مجموعة الجوابات الخاصة بمنطقة دجلة والمعادي الجديدة ثم يقوم بترتيبها بحسب الشوارع والبيوت حتى يتم التوزيع عمليا بشكل سلس وسريع
كان الراتب الشهري الذي سيتقاضاه محفوظ من عمله هذا هو 15 جنيه ، وفوجيء محفوظ بأن رحلته اليومية في التوزيع تعود عليه بفلوس إضافية على هيئة بقشيش من أصحاب الجوابات ، و الجميل الذي أدهش محفوظ أن منطقة توزيعه هذه تمتليء بالأجانب ، والمشاهير ، وأبرز مشاهير منطقة توزيعه كاتبه الكبير الذي يعشق عاموده الأسبوعي ( نعمان عاشور ) لم يُصدق محفوظ أنه الآن يستطيع رؤية كاتبه والوقوف معه يسأله ويستمع إليه ، وكذلك الناقد الرياضي الكبير ( نجيب المستكاوي ) صاحب الإفيهات والألقاب الرياضية الجميلة التي يطلقها في مقالاته الرياضية يوميا بجريدة الأهرام بعد كل مباراة بالدوري والكأس ، وأيضا الأديب الكبير ( محمد سلماوي ) ، وكذلك الملحن الشهير ( منير الوسيمي ) ، والفنانة ( نعمت مختار ) صاحبة فيلم ( المرأة التي غلبت الشيطان ) كانت اللحظات البسيطة التي يقف فيها محفوظ مع كل واحد من هؤلاء هي بمثابة جائزة له وتحفيز ليصل إلى ماوصلوا إليه ، فكان يقول لنفسه دائما ( و لما لا .. لما لا أكون مثلهم يوما ما ؟) ، وكان القدر كان يضع لمحفوظ كل مايدفعه للتفوق والتألق ، وكلما مر باصطدام ما يعاود القدر لجذه ودفعه من جديد للأمام
لم يجد محفوظ أي مشقة في عمله هذا بل كان يؤديه بمنتهى الاستمتاع وهو يقود دراجته دون أن يمسك مقبضيها وكأنه طائر يرفرف بجناحيه في شوارع دجلة والمعادي الجديدة اللتان كانتا تبدوان وكأن ليس فيهما أحدا من البشر وقتها في نهايات السبعينات ، كان يخرج من مكتب البريد بالدراجة الهوائية التي يستلمها كما يستلم الخطابات كل يوم من رئيس التوزيع ( علي شعبان ) ، وجد محفوظ الشغوف دائما بغيته ومتعته في عمله هذا الذي يراه بمثابة رحلة يومية لعالم السحر والسفر والحكي ،
... وغدا نستكمل مع محفوظ بهلول البربري 25

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

فلكِ قصائدي بقلم علاء فتحي همام ،،

فلكِ قصائدي / أهيم تائها بخيالها   وجمالها يجول ويُصخِب يدنو نحوي يُداعبني ولعينيّا يُسامِر ويَجذِب والدموع تشكو فِراقا  فنهر العشق لا يَنض...