من البحر الوافر
بقلمي: سليم بابللي
__________________
أتاكَ العيدُ يَتّشِحُ السّوادَ
ليعلِنَ في مرابعه الحدادَ
أتى للدارِ مفجوعاً كئيباً
بلونٍ ما أتى قبلاً بلادا
فكانَ بدونِ ضحكتهم حزيناً
أضاعَ الوجدَ و افتقدَ الرشادَ
فؤادي و النوائبُ في تتالٍ
تُزاحمُ بعضَها بعضاً شِدادا
كؤوسُ الحُزنِ فاقت كلّ حزنٍ
و دمعُ العينِ سطرها مِدادا
لخمسِ براعمٍ أضحت نجوماً
و في الأطيارِ قد باتت عِدادا
فكم كانت تسابقهم عيوني
و كم بات الغؤادُ لهم فؤادا
لتأتي من خفايا الدهر نار
و تخطف مابنت كفي ودادا
سيبقى في الأماني من صداهم
ليوم الدين في كهفٍ رقادا
أمامَ سواعدٍ جُدُرٍ تغافوا
و ما عرف الزمانُ لهم عِنادا
زهورُ العيدِ زَِمّلها ترابٌ
كعينٍ أغمضت حُلُماً تهادى
غزاها البينُ في الأصفادِ ذئباً
و صالَ الحزنُ ساحتَها جوادا
و أخمدَ فرحةَ الدنيا بنارٍ
أحالت عيدَها حالاً رمادا
فما ذنبُ العيونِ تذوبُ حُزنا
و ما ذنبُ البراءةِ أن تُبادَ
توارت جَهدها سُبُلَ المنايا
فجاءت جُنّةً غزت المهادَ
فما زاد الشراهةَ للمنايا
و سهمُ الخطفِ في خطفٍ تمادى
و غاب الوعي في سعيٍ ذهولاَ
و عينُ البأسِ قد وقفت حيادا
و ما للدهرِ في الأحكامِ ردّا
إذا في مقصدٍ فتحَ الزّنادَ
فصبراً أيها الصبرُ تعالَ
تعالى اللهُ في أمرٍ أرادَ
سليم عبدالله بابللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق