فِي غَزَّةَ
تَسِيلُ الدِّمَاءُ
وَفِي هَوَانِ العَرَبِ
يَتَوَارَى الظَّفَرْ
وَعَلَى عُقُولِهِمْ
الَّتِي غَطَّتْهَا الْقِشَرُ
يَتَسَاقَطُ الْهَذَرْ
بِغَيْهَبِ خِطَابٍ لَا تَنْتَصِرْ
وَخَلْفَ السِّتَارِ يُعَانِقُ الْعَارَ
مَنْ تَآمَرَ وَغَدَرْ
أَيْنَ صَوْتُهُمْ
ذَاكَ الَّذِي مَجَّدَ النَّضَالَ
وَفِي غَزَّةَ
تَتَفَجَّرُ جُرُوحُ الأوْطَانِ
وَهُمْ مَنْ حَمَلَ الذِّكْرَى
وَمِنْ قُلُوبِهِمْ
غَابَتْ فِرَاسَةُ النَّظَرْ
أَيْنَ الصَّوْتُ العَرَبِيُّ
الَّذِي مَجَّدَ الْمَجْدَ
أَيْنَ الْعِزَّةُ التَّاجُ
عَلَى رُؤُوسِهِمْ
وَحَقُّ فِلَسْطِينَ
يَغِيبُ عَنْ لِسَانِهِمْ
أَلَمْ تَكْتُبْ أَقْلَامُهُمْ
مَسَارَ الحُرِّيَّةِ
أَمْ غَسَلَتْهَا رِيَاحُ الهَوَانْ
أَلَمْ يَرَوْا
أَمَا سَمِعُوا أَنِينَ غَزَّةَ
أَيْنَ هُمْ؟
أَيْنَ عِزَّتُهُمْ
وَغَزَّةَ شَمْسُهُمْ
تَكْسِفُ لَهَا النُّجُومُ
فِي لَحْنِ العَزَاءِ
بِهَوَانِهِمْ تَرَكُوا صَوْتَهَا
وَالْحَقَّ يُسَائِلُ
بُؤْسَ سُكُوتِهِمْ وَالْهَوَانْ
لَا جَزَاءَ لِمَنْ دَاسَ
عَلَى صُدُورِ الشُّهَدَاءِ
إِلَّا نُوْمُ السَّمَاءِ
عَلَى فَجْرِ الْخُذْلَانْ
فِي غَزَّةَ
يُبَادُ شَعْبُ مَقْرُوحْ
فِي غَزَّةَ تَذُوبُ الرُّوحْ
مِنْ حَرِّ الجُرُوحْ
وَالْدَّمُ سَيِّدٌ مُبْتَسِمٌ
فِي عَيْنِ السَّمَاءِ مَسْفُوحْ
وَالْأَرْضُ تَسْتَجِيرُ
مِنْ بُرُودَةِ صَمْتِهِمْ
أَيْنَ ضَمِيرُهُمْ
أَيْنَ نَارُ الْجِهَادِ الْمَفْضُوحْ
أَمَا زَالَتِ الحُدُودُ
تُؤَجِّجُهَا أَحْقَادُهُمْ
أَمَا زَالَ الْحَقُّ
غَائِبٌ فِي غُيُومِ أَوْهَامِهِمْ
وَفِي غَزَّةَ
الوَجَعُ يَتَرَدَّدُ فِي الْآذَانْ
وَفِي إِحْجَامِهِمْ
تَحْتَضِرُ أَحْلَامُ الْجَنَانْ
أَتُرَاهُمْ قَادِرِينَ
عَلَى إِعَادَةِ سِحْرِ الزَّمَانْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق