الأحد، 25 مايو 2025

نهر الفرح الجاف في أيام العيد بقلم جبران العشملي

نهر الفرح الجاف في أيام العيد

بقلم: جبران العشملي 


كأنّ العيد عابر سبيلٍ تاه بين الأزقّة،

ينظر إلى النوافذ المغلقة،

ويسأل: هل لي مكانٌ في هذا القلب المزدحم بالحزن؟


يجيءُ بثوبه المطرّز بالبهجة،

لكن الغبار على الأرواح أثقل من أي فرحٍ موسمي.

يهمس في وجوهٍ نسيت شكل الابتسامة:

«قمتُ بما عليّ، أما أنتم؟»


لا أحد يُجيبه…

فالأكفُّ خاليةٌ، لا من العطاء، بل من القدرة على الحلم.

والقلوب تُرتقُ بالصبر، لا بالخيوط الذهبية.


في الزوايا،

أطفالٌ ينظرون إلى العيد كما ينظر العطشى إلى السراب:

يعرفونه، لكن لا يلامسونه.

يرددون أسئلة لا نعرف لها إجابة:

«أين العيد؟»

فنشير إلى صدورنا،

كأنّ القلب صندوق بريدٍ قديمٍ، لا تصله الرسائل إلا نادرًا.


الكرامة تُذبح بلا ضجيج،

والأمنيات تُشنق على حبال الأسعار،

والزمن يضحك من انتظارنا الطويل.


نحمل العيد كما تُحمل الديون المؤجلة،

كأنّه موعدٌ نتهرّب منه،

نحاول تزوير الفرح على ملامحنا،

لكن الأطفال يفضحوننا ببساطة نظراتهم.


――――――――――――――――――


صوت خافت في آخر الزحام


أيّها الذين ما زال في أرواحكم ضوء،

لا تجعلوا العيد مرآةً تعكس فرحكم وحدكم.

كونوا جسرًا، لا بوابةً مغلقة.

ازرعوا وردًا على الأرصفة التي داسها الحزن،

وامسحوا عن وجه الفقر بعضًا من غباره.


ربّ كلمة،

ربّ عناقٍ،

ربّ عينٍ تلمح ما لا يُقال،

قد تفتح في قلب أحدهم نافذةً نحو الضوء.


فالفرح الحقيقي ليس لمن يملك،

بل لمن يمنح،

ومن وهب البهجة لغيره…

أقام للعيد معنى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...