الجمعة، 23 مايو 2025

حين أدمعت المقل سرا بقلم حكيمة جعدوني

 حين أدمعت المقل سرّا


الأديبة حكيمة جعدوني نيناريسكيلا "الحب المتهم"


أأنكر دمع عيني إن تداعا؟

وأصطنع ابتساماتي اصطناعا؟

نعم، إني حزين يا سمراء،

فأيام اللقاء مضت سراعا!


وها هي ساعة التوديع حلت،

وربان النوى نشر الشراعا!

لجأت إلى التجلد غير أني

وجدت الصبر قد ولى وضاعا.


رفعت بيأس مهزوم ذراعي،

وأثقل حزن أعماقي الذراعا!

وتمتمت الشفاه ولست أدري:

أقلت إلى اللقاء! أم الوداعا؟


نظرت إليك نظرة مستجير،

ولم ألق الحماية والدفاعا!

ففي سواد عينيك كان الحزن سيفًا

يهددني ويملؤني ارتياعا.


وكان الدمع يصقله فألقى

له في بحر سواد عينيك التماعا!

ولم أنطق، ففوق فمي جبال

من الآهات تسكته التيعا.


أكل مودع خلاً يعاني؟

ويجترع الأسى مثلي اجتراعا؟!

على جسر الفراق وقفت أرجو

فؤادي أن يعود فما أطاعا.


ولما غبت عني يا سمراء،

وغادرت المنازل والبقاعا،

رأيت الليل يملؤني ظلامًا،

فلم يترك لتعزيتي شعاعا!


وصبت مقلتاي الدمع حتى

غدا كالسيل دفقًا واندفاعا!

وقلت بحرقة: لا يجف دمعي،

ولا شهد انحباسًا وانقطاعا!


إلى أن يجمع الرحمن شملًا

لنا فنعيد وصلا واجتماعا!

ولست بمنكر يا خل دمعي،

وفوق الوجه لن أضع القناعا!


ولست بأول العشاق حتى

أحاول كتم آهاتي خداعا!

عرفت الحب دربًا للمعالي،

ولم أقبله ذلًا واختضاعا!


وما كنت الذي يخشى الليالي،

وما قبل الشجاع لها انصياعا!

ولي قلب بحتفي لا يبالي،

وما هزم الردى قلبًا شجاعا!


ولم أقنع بغير الحب تاجا،

فلما جاء زدت بك اقتناعا!

لأنك يا سمراء تاج حبي،

وتاج الحب فرض أن يراعى!


وما عرف الهوى إلا كريم،

فزاد به علوًا وارتفاعا!

ولم يك منذ بدء الخلق إلا

كزادٍ من تعالى عنه جاعا!


فيا رباه، هل ستطيل عمري

لألقى الحب بين الناس شاعا؟

يا سمراء، أمس كان الوجد سرًا،

ويوم فراقنا، دمعي أذاعا!


هناك 6 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. مبارك لك هذا الإنجاز العظيم، أسأل الله لك دوام التوفيق والنجاح.

    ردحذف
  3. نجاحك أسعد القلوب، ورفع الهامات فخرًا بك. دمتِ متألقتا ومتميّزتا.

    ردحذف
  4. يا من زرعت التعب والسهر، حان وقت الحصاد… فهنيئًا لك هذا النجاح المشرّف.

    ردحذف

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...