1 الحكم بإعدام الثقافة 1
مُحاكَمَةُ سقراط
تحقيق : د/ علوي القاضي
... على عكس كتاب (خيانة المثقفين) للكاتب (جوليان بيندا) ، والذي إعتبر محاباة المثقفين للحكام والسلطة خيانة للثقافة والمجتمع ، نجد على الجانب الٱخر ، من حكم عليه بالإعدام لتمسكه برسالته الثقافية ، وعدم محاباة السلطة ، وأصدق مثال على ذلك إعدام سقراط من خلال محاكمة هزلية
... كتاب (محاكمة سقراط) ، أيقونة الصحافه (آي أف ستون)
... في الكتاب يحاكم (ستون) الديموقراطية الأثينيه ويسأل ، هل الفهم الخاطيء للديموقراطية أعدم سقراط ؟!
... الكتاب غاب عنه الوثائق التاريخية ، لأن قائمة الإتهامات التي وجهت لسقراط مجهوله ، وتهمة التطاول على الآلهه كانت فرية لأعدامه
... في الكتاب لم يستطيع (ستون) تبرئة (أريستوفانيس) من أتخاذه دليلا في أعدام سقراط ، ولكن محاورات أفلاطون هي المصدر الوحيد للتحقيق في واقعة المحاكمة
... المؤلف هو المفكر (ايسدور فاينستين ستون) والمعروف بـ (آي أف ستون) ، رحل في عام 1989 عن عمر يناهز ال82 عاما
... كتاب (محاكمة سقراط) ، هز الأوساط الفكرية والأكاديمية في وقته
... في الكتاب يؤكد دائما (ستون) على أن كتابه ألقى أضواء جديدة على المحاكمه وقضية سقراط عامة ، ولأن ستون لم يستند على أكتشافات وثائقية جديدة فمعظم أكتشافاته في محاكمة سقراط تكون ضمن حيز الأستنتاج ، فقد استنتج نتائج من مقدمات كانت موجوده لديه بالفعل ، أيضا إعتمد (ستون) على خيال الكاتب الصحفي بشكل كبير
... في الكتاب قدم (آي اف ستون) أهم نقد قدم في قضية الديموقراطية الأثينية يقول ستون (لم تكن الديموقراطية كما نتخيلها هي تلك الفضيلة التي تمتع بها المجتمع الأثيني بل كانت أحد عيوبه ، على الرغم من أنها خطوة عظيمه في المساواة وحرية التعبير )
... الحقيقة أن كتاب (ستون) يعيد تحليل محاكمة سقراط ، فمحاكمة سقراط من وجهة نظره لم تكن إلا محاكمة لأثينا كلها ، محاكمه للمثل الديموقراطية ، على يد الغوغاء والرعاع بحجة حرية التعبير وحكم الشعب
... وهذا للأسف ما تعيشه مجتمعات كثيره في عالمنا الثالث الذي أمتلأ بالمدعين من الرعاع الذين يتحكموا في مقاليد الأمور السياسية
... ومنذ إعدام (سقراط) يسير المجتمع الأثيني في إتجاه النفق المظلم على يد الغوغاء ، وفي وجود هذا الكم من الجهل ، فالجهل هو السبب الحقيقي لفشل الديموقراطية الأثينية والذي دفعها لإبتلاع حتى مؤسسيها من أمثال (سولون) و (ثيموستوكليس) ، ورفع شخصيات غوغاء ليس لديهم أي دراية بالحكم وشئونه وهذا ما حول الديموقراطية الأثينية لـ (ديموقراطية بائعي السقط) كما قال الكاتب (أريستوفانيس) ، فهذا النوع دربا من الأنهيار وتحطيم المثل العليا في الحكم وإفساد جيل بكامله
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق