الأربعاء، 2 يوليو 2025

الصحة المتجددة بقلم عزام عبدالحميد ابوزيد فرحات

 الصحة المُتجددة .

أخبر سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ، بأن جسد الإنسان به ثلاثمائة وستون مَفْصِلاً ، والمفصل هو الجزء الذي يربط بين عظمتين من عظام الجسد ، وقد أثبت علماء الطب في العصور الحديثة أن جسد الإنسان به ثلاثمائة وستون مَفْصِلاً ، بما يؤكد تأكيداً لا مجال للشك فيه بأن الحبيب ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) لا ينطق عن الهوي بل هو وحي أوحاه الله إليه وعلمه إياه ، حيث قال ربنا تبارك وتعالي في سورة النجم: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى }. 

وجود المفاصل في جسد الإنسان نعمة من أجل النعم ، فعن طريق المفاصل يثني الانسان ركبتاه ويداه وظهره ، ويتحرك يَميناً وشِمالاً ، إلي غير ذلك من المنافع الكثيرة الضرورية لحياة الانسان ؛ لذا أرشدنا ربنا ( عز وجل ) إلي شكر هذه النعمة كل صباح ، بأن يُقدم الانسان عن كل مفصل صدقة ، أي يُنفق كل صباح جزء من المال عن كل مفصل علي قد استطاعته ، كتعبير عن شكر الله علي وجود ودوام تلك النعمة ، ونظراً لأن المال لا يملكه كل أحد ولو ملكه كل أحد فلا يفيض عن حاجة البعض ، لذا أخبرنا الحبيب ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) بأن هناك أموراً من الخير كثيرة تكون بديلاً عن المال ، فقول : لا إله إلا الله أو الله أكبر أو الحمد لله أو سبحان الله أو لا حول ولا قوة إلا بالله أو أي كلمة طيبة تخفف بها عن محزون أو مريض أو مغموم أو تُرشد بها ضال أو تهدي بها عاص فهي تُعادل ثواب  صدقة عن مفصل ، ومن لم يستطع أن يجمع ثلاثمائة وستون كلمة من الكلمات الطيبات كل صباح ، فعليه أن يتوضأ ويُصلي ركعتي الضحى كل يوم فهما تُغنيان عن ثلاثمائة وستون صدقة يومية عن مفاصل الجسد ، ومن داوم علي ذلك كل يوم فقد مشي علي الأرض وهو مزحزح عن النار حال موته ، روي الإمام مسلم من حديث عَائِشَةَ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ) تَقُولُ إِنَّ رَسُول اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) قَالَ : ( إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ ، فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ ، وَحَمِدَ اللَّهَ ، وَهَلَّلَ اللَّهَ ، وَسَبَّحَ اللَّهَ ، وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى ، فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ ، وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنْ النَّارِ ) . وروي الشيخان أي الإمام البخاري ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) عَن النَّبِيِّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) قَالَ : ( كُلُّ سُلَامَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ ، يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ) .

وقت ركعتي الضحى يبدأ من طُلوع الشمس إلي ما قبل أذان الظهر ، وأفضل وقت لها ، عند شدة الحر في وقت ما قبل آذان الظهر ، فقد روي الإمام مسلم من حديث زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنْ الضُّحَى فَقَالَ : أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) قَالَ : ( صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ ) .

عباد الله : يجب أن نعلم أن الله (عز وجل ) يدعونا لشكر نعمه ، وأن الشكر من العبد لله ، يقابه مزيد النعم من الله لعبده ، فهو القائل : في سورة إبراهيم { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } . فكلما ازداد شكرك لله علي نعمه زادك منها وبارك لك فيها ، فإذا أردنا صحة متجددة في الجسد وحفظاً من الأمراض والعاهات علينا بالإكثار من الخيرات قولاً وعملاً وسلوكاً واعتقاداً .

 اللهم إنا نسألك عافية في الأبدان والأولاد والأهل والأموال وفي كل أمور الدين والدنيا ، ونسألك المعونة علي ذلك بحولك وقوتك .

بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...