وجع السنين
بقلم جليلة فربدي
خذلونا بالغياب
وفرضوا علبنا تذكرة رحيل باهضة الثمن
اشتريناها لنتخلص من وهم كان سرابا
ووعود تجملت بالزيف بدل الصدق
لم نتذكر لحظة اللقاء من شدة لهيب شمس الرحيل
كنا مثل الغريق الذي تشبت بآخر قشة
لكن قارب النجاة كان بعيدا جدا
تفاصيل كثيرة تراكمت بوجداني
فقدت الانتماء للزمان والمكان
فالرجاء مات بصمت
والأمنيات انسحبت وسجنت نفسها في صندوق المستحيل
تيممنا بصخرة الصبر لما انعدم ماء الحياة
صلينا في محراب التضحية
ودعونا على أرواحنا دعاء الغائب
حاولنا النوم لكن هدوء الليل أيقظ
كل ما فينا
على جفون سواده نستجدي وصالا دون لقاء
عانقنا وسادة تشهد على دموعنا وتعرف أسرار أوجاعنا
نتثاءب مع خيوط الفجر
ونرتدي عباءة الصبر
التي لم تعد تتسع لآهاتنا المتتالية
وننتظر بزوغ شمس بالكاد ترسم معالمها أتخيل يوم ولادتي
وأول صرخة لي
وبعدها توالت صرخاتي
سنوات ضياع عشتهارغما عنا
مجبرة على حمل نعشي على كتفي
وروحي مكفنة بثوب الحياة
دون نبض سعادة يهتز لها قلبي
أتنفس فقط حين تختنق أزقة صدري
أنا شهيدة منذ ولادتي
أشم رائحة المسك في أثوابي
أحلامي نبتت في العتمة
تهدهدني ذكريات رغم مرارتها
أرسم في خيالي ملامح فرح دون عنوان
هكذا خط وجع السنين مر حياتي
بقلم جليلة فربدي
من المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق