الأربعاء، 23 يوليو 2025

هوامش على جسد الحبر بقلم جبران العشملي

 هوامش على جسد الحبر 

✍ بقلم: جبران العشملي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا لا أكتب،

أنا أُوشمُ جلدي بحروفٍ من نار،

إبرة كل كلمة تخترق روحي،

والحبر الذي ينسكب ليس دمًا… بل ذبيحةُ صمتٍ موشوم.


في الهامش،

تتكتمُ الحقيقة على شفتيها،

تهمس بلا صوت،

لا تُعلن حضورها،

لكنها تحفر في أعماق الورق سرًّا لا يندثر.


أراوغُ اللغة كما يراوغ السجين عتمة زنزانته،

أرسمُ ظلالًا تُخفي ندوب الألم،

وأوزّعُ وجعي على صفحات تئنّ تحت وطأة الحبر.


البياضُ هنا ليس فراغًا،

إنه ساحة قتالٍ بيني وبين نسيانٍ مريب،

أمسك القلم كما يمسك المحارب سيفه،

وأشهرهُ على اللحظة التي حاولت أن تمحو وجودي.


الفاصلةُ ليست فقط توقفًا،

هي نفسٌ محبوس،

ومفتاحٌ يفتح باب الألم،

والاستعارة… خدعةٌ مبدعة لترجمة ما لا يُقال.


الهوامشُ لا تكذب،

لا تحتاج إلى أن تُصدّق،

هي المكان الذي تعيش فيه الكلمات الخائفة،

حيث يختبئ المعنى الحقيقي من عيون السطح.


كلُّ من يقرأني دون أن يلمس الهوامش،

كمن يتنفس دون أن يشعر بمرارة الهواء،

لكن أنت، أيها القارئ الذي تتسلل بين الأسطر،

أنت من يحمل مفاتيح الجرح ويسمع صدى الصمت.


أنا لا أكتب لأُفهم،

ولا لأُشفى،

أكتب لأخلّد جروحي،

وأعلق ذاكرة الألم على جدار اللامرئية.


وفي النهاية،

لن أوقّع هذا النص،

فالاسم قيدٌ،

والقلمُ شاهدٌ صامتٌ على جريمةٍ لا تُنسى،

وجسدي هو الحبر… والوشم… والسر الذي لا يُبوح به.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...